Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 7-8)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهُ تعالى : { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } ؛ قرأ نافع وأهل الكوفة : ( خَلَقَهُ ) بفتحِ اللام على الفعل ؛ أي أحكمَ كلَّ شيء مما خلَقهُ . وقرأ الباقون : ( خَلْقَهُ ) بسكون اللام ؛ أي أحسنَ خلقَ كلِّ شيء ، فيكون نصبُ قوله : ( خَلْقَهُ ) على البدلِ . وقال مقاتلُ : ( ( مَعْنَاهُ : الَّذِي عَلِمَ كَيْفَ يَخْلُقُ الأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ أنْ يُعْلِّمَهُ أحَدٌ ) ) . وقال السديُّ : ( ( أحْسَنَهُ : لَمْ يُعَلِّمْهُ مِنْ أحَدٍ ) ) . قِيْلَ : إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا طوَّل رجل البهيمةِ والطير ، طوَّل عُنقَهُ لئلا يتعذرَ عليه تناولُ قُوتِه من الأرض ، ولو لم يطوِّل عنُقه لما نالَ معيشته . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } ؛ يعني آدمَ عليه السلام كان أول طيناً ، { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } ؛ أي ذرِّيته ، { مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } ؛ أي من قليلٍ من الماء ينسَلُّ من صُلب الرجل وترائب المرأة ، وهي النطفةُ ، ووصفَها بالـ ( مُهِينٍ ) لأنه لا خطرَ له عند الناسِ . وسُميت سُلالةً لأنَّها تَنْسَلُّ من الإنسانِ ؛ أي تخرجُ . والهيِّنُ هو الضعيفُ .