Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 49-49)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ } ؛ يعني الإيْمَانَ والقُرْآنَ ؛ أي ظَهَرَ الإسلامُ والقُرْآنُ ، { وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } ؛ معناهُ : ذهبَ الباطلُ وزَهِقَ ، فلم يَبْقَ له بَقِيَّةٌ يُبدِئُ بها ولا يعيدُ . قال الحسنُ : ( الْبَاطِلُ : كُلُّ مَعْبُودٍ سِوَى اللهِ ، فَإنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ سِوَى اللهِ لاَ يُبْدِئُ لأَهْلِهِ خَيْراً فِي الدُّنْيَا ، وَلاَ يُعِيْدُ بخَيْرِهِ فِي الآخِرَةِ ) . فقال قتادةُ : ( الْبَاطِلُ إبْلِيْسُ ؛ أيْ مَا يَخْلُقُ إبْلِيْسُ أَحَداً وَلاَ يَبْعَثُهُ ) . ويجوزُ أن يكون هذا اسْتِفْهَاماً ، كأنَّهُ قالَ : وأيُّ شيءٍ يُبدِئُ الباطلُ ؟ وأيُّ شيء يعيدهُ ؟ وعنِ ابنِ مسعودٍِ قال : " دَخَلَ رَسُُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسُتُّونَ صَنَماً ، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بعُودٍ مَعَهُ وَيَقُولُ : " جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ، جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيْدُ " أيْ ذهبَ الباطلُ بحيثُ لا يبقَى له بقيَّة ، لا إقبالٌ ولا إدبارٌ ولا إبداءٌ ولا إعادة كما قَالَ تَعَالَى { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ } [ الأنبياء : 18 ] . ويقالُ : فلانٌ ظهرَتْ عليه الحجَّة ، فما يُبدِئُ وما يعيدُ ، ومَا يحل وما يَمرُّ .