Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } ؛ معناهُ : إنَّ سماءَنا محيطةٌ بهم والأرضَ حاملةٌ لَهم ، { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ } ؛ هذهِ ، { ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ } تلكَ ، { كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } فما يحذرُونَ هذا فيرتَدِعونَ عنِ التكذيب بآياتِنا . والمعنى : أنَّ الإنسانَ حيث ما نظرَ رأى السماءَ فوقَهُ ، والأرضَ قُدَّامَهَُ وخلفَهُ وعن يَمينهِ وعن شِمالهِ ، فكأنهُ تعالَى قال : إنَّ أرضِي وسَمائِي محيطةٌ بهم ، وأنا القادرُ عليهم ، إنْ شِئْتُ خسفْتُ بهم ، وإنْ شئتُ أُسقِطْ عليهم قطعةً من السماءِ . قرأ حمزةُ والكسائي وخلَف : ( إنْ يَشَأْ ) و ( يَخْسِفْ ) و ( يُسْقِطْ ) في ثلاثَتها بالياءِ لذكرِ الله تعالى قبلَهُ ، وقَوْلُهُ تَعَالَى ( أفْتَرَى ) ألفُ استفهامٍ دخلَتْ على ألفِ الوَصلِ فلذلك سَقطَتْ . وقَوْلُهُ : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } ؛ أي إنِّ فيما ذُكِرَ من مَنيعهِ وقدرتهِ وفيما تَرونَ من السَّماء والأرضِ لعلامةٌ تدلُّ على قُدرةِ اللهِ تعالى على البعثِ ، وعلى مَن يشاءُ من الخسفِ بهم ، لكلِّ عبدٍ أنابَ إلى الله ورجعَ إلى طاعتهِ وتأمَّلَ ما خلقَ . قال الحسنُ : ( الْمُنِيْبُ : الرَّاجِعُ إلَى اللهِ تَعَالَى بقَلْبهِ وَقَوْلِهِ وَفِعْلِهِ ، فَإذا نَوَى نَوَى للهِ ، وَإذا قَالَ قَالَ للهِ ، وَإذا عَمِلَ عَمِلَ للهِ ) .