Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 69-70)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } ؛ إن كفارَ مكَّة قالُوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : إنه شاعرٌ ، وإنَّ القرآنَ شِعرٌ ، فأكذبَهم اللهُ بقولهِ تعالى { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } أي وما يتسهلُّ له ذلك ، وما كان يتَّزِنُ له بيتُ شِعرٍ جرَى على لسانهِ مُنكِراً . قال الحكيمُ : ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ بقَوْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْدَاسَ : @ أتَجْعَلُ نَهْبي وَنَهْبَ الْعُب دِ بَيْنَ الأَقْرَعِ وَعُيَيْنَةَ @@ قَالُواْ : يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنَّمَا هُوَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ ، فَقَامَ إلَيْهِ أبُو بَكْرٍ وَقَبَّلَ رَأسَهُ وَقَالَ : صَدَقَ اللهُ { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } . وعن الحسنِ رضي الله عنه : " أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَمَثَّلُ بهَذا الْبَيْتِ : " كَفَى بالإسْلاَمِ وَالشَّيْب لِلْمَرْءِ نَاهِياً " فَقَالَ أبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنَّمَا قَالَ الشَّاعِرُ ( كَفَى الشَّيْبُ وَالإسْلاَمُ لِلْمَرْءِ نَاهِياً ) فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } " . وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ؛ " أنَّهَا سُئِلَتْ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ بشَيْءٍ مِنَ الْشِّعْرِ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ الشِّعْرُ أبْغَضَ الْحَدِيثِ إلَيْهِ ، وَلَمْ يَتَمَثَّلْ بَيْتاً مِنَ الشِّعْرِ إلاَّ بَيْتَ طُرْفَةَ : " سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً وَيَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّد بالأَخْبَار " . فَقَالَ أبُو بَكْرٍ : لَيْسَ هَذا هَكَذا يَا رَسُولَ اللهِ ، إنَّمَا هُوَ : وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَار مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ ، فَقَالَ : " إنِّي لَسْتُ بشَاعِرٍ وَمَا يَنْبَغِي لِيَ الشِّعْرُ " " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } ؛ أي ما القرآنُ إلاَّ ذكرٌ وموعظة ، فيه الفرائضُ والحدود والأحكامُ ، { لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً } ؛ قرأ نافعُ وابن عامر بالتاءِ ، والخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقرأ الباقون بالياءِ ، يعني ليُنذِرَ القرآنُ مَن كان حيّاً ، يعني مُؤمِناً حيَّ القلب ، لأن الكافرَ كالميِّتِ في أنه لا يتدبَّرُ ولا يتفكَّرُ ، { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } ؛ أي وتجبُ الحجَّةُ بالقرآنِ على الكافرين .