Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 63-64)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } ؛ رُوي سببُ نزولِ هذه الآيةِ : أنه لَمَّا نزلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ } [ الصافات : 62 ] كانوا يقولون لا ندري ما الزقومُ ؟ فكانوا يتذاكَرون هذا الحديثَ إذ جاءَهم عبدُالله بن الزبعرَى السهمي فذكَرُوا له ، فقالَ : أكثرَ اللهُ في بيوتِكم منها ، إن أهلَ اليمنِ يدعُوا الزُّبدَ والتمرَ الزقُّوم ، فقالَ أبو جهلٍ لجاريتهِ : زَقِّمِينَا يا جاريةُ ، فَأتَتْهُ بزُبدٍ وتَمرٍ ، فقال : تَزَقَّمُوا فإنَّ هذا الذي يُخوِّفُكم به مُحَمَّدٌ ، فشاعَ في أهلِ مكَّة أن مُحَمَّداً يُخوِّفُ أصحابَهُ بالزُّبد والتمرِ ، فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } أي عَذاباً بالكافرين ، والفتنةُ : هي العذابُ كما قَالَ اللهُ تَعَالَى : { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } [ الذاريات : 13 - 14 ] أي عذابَكم فأنزلَ الله تعالى { إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } [ الدخان : 43 - 44 ] . ويجوزُ أن يكون معنى الفتنةِ في هذه الْمِحْنَةَ والبليَّةَ كما قَالَ اللهُ تَعَالَى : هذه الشجرةُ افتتنَ بها الظَّلَمةُ . قالوا : كيف يكون في النار شجرةٌ وهي تأكلُها ؛ لأن النارَ تأكلُ الشجرَ ، فأنزل اللهُ تعالى { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } أي خِبرةً لهم افتَتَنوا بها وكذبوا بكونِها . وبيَّنَ اللهُ تعالى : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } ؛ أي تنبتُ في قعرِ الجحيم ، قال الحسنُ : ( أصْلُهَا فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ ، وَأصْلُهَا فِي دَرَكَاتِهَا ، بالنَّار غُذِّيَتْ وَمِنْهَا خُلِقَتْ بلَهَب النَّار ، كَمَا يَنْمُو شَجَرٌ بالْمَاءِ ، كُلَّمَا ازْدَادَتِ النَّارُ الْتِهَاباً ازْدَادَتْ تِلْكَ الشَّجَرَةُ نُمُوّاً وَارْتِفَاعاً ، وَإنَّ أهْلَ النَّار لَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَلْبَسُونَ النَّارَ ، وَيَتَقَلَّبُونَ فِي النَّار ، وَإنَّ أهْوَنَ أهْلِ النَّار عَذاباً رَجُلٌ يَكُونُ لَهُ نَعْلاَنِ يَغْلِي مِنْ حَرِّهِمَا دِمَاغُهُ ) .