Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 31-31)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهُ تعالى : { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِيِّ ٱلصَّافِنَاتُ ٱلْجِيَادُ } ؛ معناهُ : إذ عُرض على سليمان بعدَ العصرِ الخيلُ السَّوابقُ وهي الخيول التي غَنِمَها سليمانُ من أهلِ دمشق وأهل نَصِيبينَ ، كانوا جَمعوا جُموعاً ليقاتلوهُ فهزمَهم وأصابَ منهم ألفَ فَرَسٍ غُرابٍ فعُرضَتْ ، فجعلَ ينظرُ إليها ويتعجَّبُ من حُسنها حتى شغلَتْهُ عن صلاةِ العصرِ وغربَتِ الشمسُ . فذكرَ الصلاةَ فغَضِبَ وقالَ : رُدُّوا الخيلَ عَلَيَّ ، فرُدَّت فجعلَ يضربُ سُوقَها وأعناقَها بالسَّيف حتى عَقَرَ منها تِسعمائة فرَسٍ ، وهي التي كانت عُرضت عليه وبقيت مائةٌ لم تُعرض عليه ، فكُلُّ ما في أيدِي الناسِ من الخيلِ العِراب فهي من نَسْلِ تلك المائةِ . هذا ذكرَهُ الكلبيُّ . وقد اعتُرِضَ على هذا القولِ فقالُوا : كيف يجوزُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن الأنبياءِ أنْ يَغْفَلَ عن الصَّلاةِ المفروضةِ ثم يعمدَ إلى خيلٍ لا ذنبَ لها يعقِرُها ؟ ! ويجابُ عنه : أنْ لم يكن ضربُ سُوقِها وأعناقِها إلاَّ وقد أباحَ اللهُ ذلك وأجزَى بهِ , وليس في الآيةِ ما يقتضِي أنَّ الصلاةَ كانت مفروضةً عليهِ في ذلك الوقتِ . وقد يذكرُ المسحُ ويراد الضربُ ، يقول العربُ : مسحَ علاوته اذا ضرَبها بالسَّيف . والصَّافِنَاتُ هي الخيلُ التي تقومُ ثلاثاً وتكون القائمةُ الرابعة تَصِلُ إلى طرفِ حافرِها بالأرضِ . صَفَنَ الفرَسُ إذا يَصْفِنَّ صُفُوناً إذا قامَ على ثلاثٍ ، وقَلَبَ أحدَ حوافرهِ . والجيادُ جمعُ جَوَادٍ ، يقال فَرَسٌ جوادٌ اذا " كان سابقاً " بالرَّكضِ .