Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 59-61)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قولهُ تعالى : { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } ؛ معناهُ : أنَّ القادةَ والرؤساءَ مِن المشركين إذا دخَلُوا النارَ ثم دخلَ بعدَهم الاتباعُ ، قال الملائكةُ من الْخَزَنَةِ للقادةِ : هذا فوجٌ ؛ أي قطيعٌ من الناسِ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ النارَ ، أي داخلون معكم النار ، فتقولُ القادة : { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } ؛ كما صَلَيْنَاهَا ، فيقول الاتباعُ للقادةِ : { قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } ؛ أي أنتم بَدَأتُمْ بالكفرِ قبلَنا ، { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } ؛ جهنَّم للمشركين . ثم يقولُ الأتباعُ : { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } ؛ أي يقولون ربَّنَا مَنْ شَرَّعَ لنا هذا الكُفرَ وسَنَّهُ لنا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً في النار . والاقتحامُ : هو الدخولُ في الشَّيء بشدَّةٍ وصُعوبَةٍ . وذلك أنَّ أهلَ النار يُسَاقُونَ إليها فَوْجاً فَوْجاً ، فيقالُ للرُّؤساء : هؤلاءِ الاتباعُ داخلون معكم ، فيقولونَ لاَ مَرْحَباً بهِمْ ، كيف يدخلُون معنا ونحنُ في هذا الضِّيق ؟ ! فيقولُ لهم الْخَزَنَةُ : إنَّهُمْ صَالُوا النَّار ؛ أي دَاخِلُونَها كما دخلتُم . والرَّحْبُ في اللغة هو السِّعَةُ ، وكذلك الْمَرْحَبُ ، ومعنَى لا مَرْحَباً بهم يعني لا اتَّسعت بهم مساكنُهم ولا كرامةَ لهم ، وهذا إخبارٌ أن مَوَدَّتَهُمْ تنقطعُ وتصير عداوةً ، فيقول لهم الأتباعُُ : { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } أي لا وَسَّعَ الله عليكم ، أنتم شَرَعتُم لنا بهذا العذاب ، فيقولُ الله تعالى : { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } أي بئْسَ المكانُ الذي أنتم فيه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي ٱلنَّارِ } أي قالت الأتباعُ والقادةُ جميعاً : ربَّنا مَنْ سَنَّ لنا هذا الكفرَ قبلَنا فَزِدْهُ عذاباً ضِعْفاً مما علينا من العذاب ، يعني حيَّاتٍ وعقاربَ وأفاعي . قال الحسنُ : ( مَا مِنْ أحَدٍ مِنْ أهْلِ النَّار إلاَّ وَهُوَ يَعْرِفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَيْطَانَهُ الَّذِي يُضِلُّهُ وَيُوَسْوِسُ إلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ) .