Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 17-18)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا } ؛ يعني اجتنَبُوا كلَّ ما يُعبَدُ من دون اللهِ ، { وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } ؛ أي ورجَعُوا إلى طاعةِ الله بعزَائمِهم وأقوالِهم وأفعالهم ، { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } ؛ بالجنَّة ، { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ؛ وذلك لأنَّ القرآن يشتملُ على ذكرِ المباحات والطَّاعات ، والمباحات حسَنةٌ ، والطاعات أحسَنُ ، واستحقاقُ الثواب يتعلَّقُ بفعلِ الأحسنِ . ويجوزُ أن يكون معنى الآيةِ : أن العفوَ عن القصاصِ أحسنُ من استيفاءِ القصاصِ ، والصبرُ أحسن من الانتصار ، كما قََالَ اللهُ تَعَالَى : { وَأَن تَعْفُوۤاْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } [ البقرة : 237 ] ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى : { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [ الشورى : 43 ] ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى : { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ } [ البقرة : 184 ] فجعلَ الأخذ بأحسنِ الطَّريقَين أعظمُ للصواب . وَقَِيْلَ : معنى { فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } أي أحسنَهُ وكلُّه حسنٌ ، قولهُ تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ } ؛ أي الذين وصَفْنَاهم ، { وَأُوْلَـٰئِكَ } ، هم الذين وفَّقَهم اللهُ للصواب ، { هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } ؛ أي ذوُو العقولِ . وقال عطاءُ عن ابنِ عبَّاس : ( أنَّ أبَا بَكْرٍ رضي الله عنه آمَنَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَصَدَّقَهُ ، فَجَاءَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ وَسَعِيدُ ، فَسَأَلُوهُ فَأَخْبَرَهُمْ بإيْمَانِهِ فآمَنُوا ، فَنَزَلَ فِيْهِمْ { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ } أيْ يَسْتَمِعُونَهُ مِنْ أبي بَكْرٍ { فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } أيْ حُسْنَهُ ، وَكُلُّهُ حَسَنٌ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ ذوُو الْعُقُولِ ) .