Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 67-67)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ؛ أي ما عرَفُوا اللهَ حقَّ معرفتهِ ، ولا عظَّموهُ حقَّ تعظيمهِ ، إذ عبَدُوا الأوثانَ مِن دونهِ ، وأمَرُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعبادةِ غيره . ثم أخبرَ عن عظَمتهِ فقالَ : { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ؛ أي وجميعُ الأرضِ في مَقدُورهِ يومَ القيامةِ كالذي يقبضُ عليه القابضُ في قَبضَتهِ ، وهذا كما يقالُ : فلانٌ في قبضةِ فلانٍ ؛ أي تحتَ أمرهِ وقبضَتهِ ، والقَبْضَةُ في اللغة : ما قَبَضْتَ عليهِ بجمعِ كفِّكَ ، أخبرَ اللهُ تعالى عن قُدرتهِ فذكرَ أن الأرضَ كلَّها مع عَظَمتِها وكثافَتِها في مَقدُورهِ ، كالشَّيء الذي يَقبضُ عليه القابضُ بكَفَّه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } ؛ ذكرَ اليمينَ للمبالَغةِ في الاقدار ، يعني أنَّهُ يَطوِيها بقُدرتهِ كما يطوِي الواحدُ منَّا الشيءَ المقدورَ له طَيُّهُ بيمينهِ ، قال الأخفَشُ : ( مَعْنَاهُ مَطْوِيَّاتٌ فِي قُدْرَتِهِ نَحْوَ قَوْلِهِ أوْ مَا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ ؛ أيْ مَا كَانَتْ لَكُمْ عَلَيْهِ قُدْرَة وَلَيْسَ الْمُلْكُ لِليَمِينِ دُونَ الشِّمَالِ ) . وقد يُذكَرُ اليمينُ بمعنى القوَّة كما قالَ الشاعرُ : @ إذا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بالْيَمِين @@ ثُم نَزَّهَ نفسَهُ عن شِركهم فقالَ : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .