Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 7-7)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } ؛ أي إنْْ تكفُروا يا أهلَ مكَّة بنِعَمِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ غنيٌّ عنكم ، لم يأمُرْكم بالإيمانِ من حاجةٍ له إليكم لا لجلب منفعةٍ ولا لدفعِ مضرَّةٍ ، وإنما آمرُكم به لنفعِكم ، { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } ؛ أي لا يرضَى لأوليائهِ وأهلِ طاعته الكُفرَ . وَقِيْلَ : معناهُ : ولا يرضَى لعبادهِ المخلصِين الذي قالَ " فيهم " { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الاسراء : 65 ] فألزمَهم شهادةَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وحبَّبَها إليهم . وقال السديُّ : ( وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أنْ يَكْفُرُواْ ) ، وهذه طريقةُ مَن قالَ بالتخصيصِ في هذه الآيةِ ومَن أجرَاها على العمومِ فمعناهُ : لا يرضَى الكفرَ لأحدٍ ، وكفرُ الكافرِ غيرُ مُرضٍ ، وإنْ كان بإرادةٍ ، فاللهُ تعالى مقدِّرٌ الكفرَ غيرَ راضٍ به لأنه " ما " يَمدحهُ ولا يُثنِي عليه ، قال قتادةُ : ( مَا رَضِيَ اللهُ لِعَبْدٍ ضَلاَلَةً وَلاَ أمَرَهُ بهَا وَلاَ دَعَاهُ إلَيْهَا ، وَلَكِنْ قَدَّرَهُ عَلَيْهِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } ؛ معناهُ : وإن تَشكُروا ما أنعمَ عليكم من التوحيدِ يَرْضَ ذلك الشكرَ لكم ويُثِيبَكم عليه ، { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } ؛ أي لا تُؤخَذُ نفسٌ وزراً بذنب أُخرى ، { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُـمْ } ؛ في الآخرةِ ، { فَيُنَبِّئُكُـمْ } ، فيَجزِيكم ، { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، في الدُّنيا ، { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ، بعزائمِ القلوب .