Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 9-9)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } ؛ معناهُ : هذا خيرٌ أيُّها الكافرُ أم مَن هو قانتٌ ؟ وَقِيْلَ : معناهُ : أمَّنْ هو قانتٌ كمَن جعلَ لله أنْدَاداً . وَقِيْلَ : معناهُ : أهذا الخيرُ أم من هو قانتٌ لله ؟ . والقَانِتُ : هو المواظِبُ على طاعةِ الله تعالى ، القائمُ بما يجبُ عليه لأمرِ الله . و { آنَآءَ ٱلَّيلِ } ساعاتهُ . وقوله : { سَاجِداً وَقَآئِماً } نُصِبَ على الحالِ ؛ أي تارةً ساجداً وتارةً قائماً ، يفعلُ ذلك حَذِراً من العذاب وطَمعاً في الثواب . وقرأ نافعُ وابن كثير : ( أمَنْ ) بالتخفيفِ ؛ لأن ألِفَ الاستفهامِ دخلت على ( مَنْ ) هو استفهامُ إنكارٍ ، والمعنى : أمَنْ هو قانتٌ كالأوَّلِ . ورُوي أنَّ قوله : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً } نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ ابْنِ عَفَّان رضي الله عنه . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } ؛ أي لا يستوِي العالِمُ والجاهلُ ، فكذلكَ لا يستوِي المطيعُ والعاصي ، { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } ؛ أي يتَّعِظُ بمواعظِ الله ذوُو العقولِ من الناسِ . وقال مقاتلُ : ( نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ وَأبي حُذيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ . { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ } يَعْنِي عَمَّارَ { وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } يَعْنِي أبَا حُذيْفَةَ ) . وعن ابنِ عبَّاس ؛ أنَّهُ قالَ : ( مَنْ أحَبَّ أنْ يُهَوَّنَ عَلَيْهِ الْمَوْقِفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلْيَرَهُ اللهُ سَاجِداً فِي سَوَادِ اللَّيلِ سَاجِداً أوْ قَائِماً يَحْذرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبهِ ) .