Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 111-112)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } ؛ أي مَنْ يعمَلْ معصيةً فإنَّما عقوبتهُ على نفسهِ ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } ؛ أي لَمْ يزل عَلِيْماً بكلِّ ما يكونُ ، حَكِيْماً فيما حَكَمَ به من القَطْعِ على السارقِ . وَقِيْلَ : معنى الآيةِ : { وَمَنْ يَكْسِبْ إثْماً } يعني بيَمِيْنِهِ بالباطلِ ، فَإنَّما يَضُرُّ به نفسَهُ ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } بسارقِ الدِّرع ، { حَكِيماً } حَكَمَ بالقطعِ على طُعْمَةَ بالسَّرقةِ . وقد روي : أنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ؛ عَرَفَ قَوْمُ طُعْمَةَ كُلُّهُمْ أنَّهُ هُوَ الظَّالِمُ ، فَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِ وَقَالُواْ لَهُ : اتَّقِ اللهَ وَائْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَبُوءُ بالذنْب ، فَقَالَ : لاَ ؛ وَالَّذِي يُحْلَفُ بهِ مَا سَرَقَهَا إلاَّ الْيَهُودِيُّ . فنَزل قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } ؛ أي وَمن يعمل معصيةً بغيرِ عمدٍ أو متعمِّداً ثُمَّ يَرْمِ بَرِيْئاً ؛ فقد استوجبَ عقوبةَ الْبُهْتَانِ برميهِ غيرَهُ بشيء لم يفعلْهُ { وَإِثْماً مُّبِيناً } أي ذنْباً بَيِّناً ظَاهِراً . وَقِيْلَ : معناهُ : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً } أي بيمينهِ الكاذبة { أَوْ إِثْماً } بسرقةِ الدِّرعِ وَرَمْيِ اليهودي . والْبُهْتَانُ : بَهُتَ الرَّجُلِ بمَا لَمْ يَفْعَلْهُ . وقال الزجَّاج : ( الْبُهْتَانُ الْكَذِبُ الَّذِي يُتَحَيَّرُ مِنْ عِظَمِهِ ) .