Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 115-115)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ؛ نَزَلَتْ فِي طُعَمَةَ ؛ وَذَلِكَ أنَّهُ لَمَّا نَزَلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ ، وَعَلِمَ قَوْمُهُ أنَّهُ ظَالِمٌ ، وَخَافَ هُوَ عَلَى نَفْسِهِ الْقَطْعَ وَالْفَضِيْحَةَ ؛ هَرَبَ إلَى مَكَّةَ ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ، ومعناها : ومن يخالفِ الرسولَ في التوحيدِ والحدُودِ مُعَانِداً من بعدِ ما تَبَيَّنَ له حكمُ اللهِ ، ويتَّبع ديناً غيرَ دينِ المؤمنين وهو دينُ أهلِ مكَّة ؛ { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } ؛ أي نَكِلُهُ في الآخرةِ إلى ما تولَّى . قِيْلَ : وَنَتْرُكُهُ إلى ما اختارَ لنفسهِ في الدُّنيا ؛ أي لا يتولَّى اللهُ نَصْرَهُ ولا معونتَه ، { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } ؛ أي وَنُلْزِمُهُ دخولَ جهنَّم في الآخرةِ ، { وَسَآءَتْ } ؛ جهنَّمُ ؛ { مَصِيراً } ؛ أي لِمن صارَ اليها . فَلَمْ يَتُبْ طُعْمَةُ وَلَمْ يَنْدَمْ ، وَأقََامَ عَلَى كُفْرِهِ ، ثُمَّ إنَّهُ نَقَبَ بَيْتَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مِنْ أهْلِ مَكَّةَ ؛ فَسَقَطَ عَلَيْهِ حَجَرٌ فَنَشَبَ فِيْهِ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَدْخُلَ وَلاَ يَخْرُجَ حَتَّى أصْبَحَ ؛ فَأَخَذهُ لِيَقْتُلَهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : دَعُوهُ ؛ فَإنَّهُ قَدْ لَجَأَ إلَيْكُمْ وَتَحَرَّمَ بكُمْ فَاتْرُكُوهُ ؛ فَأَخَرَجُوهُ مِنْ مَكَّةَ ، فَخَرَجَ مَعَ قَوْمٍ مِنَ التُّجَّار نَحْوَ الشَّامِ ؛ فَنَزَلُواْ مَنْزِلاً فَسَرَقَ بَعْضَ مَتَاعِهِمْ وَهَرَبَ ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ ؛ فَرَمَوْهُ بالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ ؛ فَصَارَ قَبْرُهُ تِلْكَ الْحِجَارَةَ .