Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 29-29)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ } ؛ أي لا يَأَكُلْ بعضكم مالَ بعضٍ بالظلم وشهادَةِ الزُّور واليمينِ الفاجرةِ والرِّبا والقمار وغير ذلك من الغَصْب والسرقَةِ والخيانَةِ ، وقَوْلُهُ تَعَالَى : { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ } ؛ استثناءٌ منقطعٌ ؛ لأن الاستثناءَ خلافُ المستثنى منهُ ؛ لأن التجارةَ ليست بباطلٍ ، كأنَّهُ قالَ : لكن كُلُوا ما مَلَكْتُمْ بالْمُبَايَعَةِ عن تراضٍ منكم . قرأ أهلُ الكوفةِ ( تِجَارَةً ) بالنصب على معنى : إلاّ أن تكونَ الأموالُ تجارةً ، وقرأ الباقون بالرفعِ على معنى : إلاّ أن تقعَ تجارةٌ . رويَ : أنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ امْتَنَعَ النَّاسُ عَنْ أكْلِ الأَمْوَالِ بالْهِبَةِ وَالْهَدِيَّةِ وَالضِّيَافَةِ حَتَّى نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ } الآيةُ . [ النور : 61 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ } ؛ أي لا يَقْتُلْ بعضُكم بعضاً فإنَّكم أهلُ دِيْنٍ واحدٍ ، وأنتم كنَفْسٍ واحدةٍ . قال صلى الله عليه وسلم : " الْمُؤْمِنُونَ كُلُّهُمْ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ؛ إذا ألِمَ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الأَعْضَاءِ لِلْحُمَّى وَالسَّهَرِ " وَقِيْلَ : معناهُ : لا يَقْتُلَنَّ الرجلُ نفسَه عند الضَّجَرِ والغضب . قال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أخَذَتْهُ قَرْحَةٌ فِي يَدِهِ فَقَطَعَهَا فَأَرَاقَ دَمَهَا حَتَّى مَاتَ ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى : بَادَرَنِي ابْنُ آدَمَ بنَفْسِهِ فَقَتَلَهَا بيَدِهِ ، فَقَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " وعن جَابرِ بن سَمُرَةَ : [ أنَّ رَجُلاً ذَبَحَ نَفْسَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم ] . وقال بعضُهم : معنى الآية : لا تَقْتُلُوا أنفسَكم لطلب المال بما يؤدِّي إلى التلفِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } ؛ لا يَرْضَى منكُم قَتْلَ بعضِكم بعضاً ، ولا أكلَ المالِ بالباطل ، فيرجعُ ضَرَرُهُ عليكُم في الدُّنيا والدِّين .