Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 71-71)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهُ عَزَّ وَجَلَّ : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ } ؛ أي أسلحتكم ، { فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ } ؛ أي مِن عدوِّكم بالأسْلِحَةِ والرِّجالِ ، ولا تَخْرُجُوا متفرِّقين ، ولكن اخرجُوا ثُبَاتٍ ، { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } ؛ أي اخرجُوا جماعاتٍ جماعاتٍ ؛ سَرِيَّةً سَرِيَّةً كما يأمرُكم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في جهادِ عدوِّكم ، واخرجوا كلُّكم جميعاً مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إن أرادَ الخروجَ ، والثُّباتَ : الجماعاتُ في تفرقةٍ واحدُها ثُبَةٌ ؛ أي انفرُوا جماعةً بعد جماعةٍ ، ويجوزُ أن يكون معنَى : الْحِذْرُ : السِّلاَحُ . واستدلَّ أهل القدر بهذه الآيةِ قالوا : إنَّ الحذرَ ينفعُ ويَمنعُ عنكم مُكَايَدَةَ العدوِّ ، وإلاَّ لم يكن لأمرهِ تعالى آتاهم بالحذر ، معناهُ : فيقالُ لَهم الائتمار بأمرِ الله والإنتهاء بنَهْيهِ واجبٌ عليهم ؛ لأنَّهم به يَسْلَمُونَ من معصيةِ الله تعالى ؛ لأن المعصيةَ تركُ الأوامرِ والنواهي . وليسَ في الآية دليلٌ على أن حَذرَهُمْ ينفعُ من القدر شيئاً ، بل المرادُ منه طُمَأْنِيْنَةُ النفسِ لا أنَّ ذلك يدفعُ القدرَ .