Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 11-12)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } ؛ قالَ بعضُهم : معناهُ : كُنَّا نُطَفاً في أصلاب آبائنا أمْوَاتاً فخَلقتَ فينا الحياةَ ، ثم أمَتَّنا بعد ذلك عند انتهاءِ آجالِنا ثُم أحيَيتَنَا للبعثِ ، وهذا كقولهِ تعالى { وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [ البقرة : 28 ] . قالوا هكذا لأنَّهم كانوا في الدُّنيا فكذبوا في البعثِ ، فاعترَفُوا في النار بما كذبوا بهِ ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } ؛ أي بالتَّكذيب . وقال بعضُهم : أرادَ بالموتِ الأُولى التي تكون عند قبضِ الأرواحِ ، وبالموتِ الثانية التي تكون بعدَ الإحياءِ في القبرِ للسُّؤال ؛ لأنَّهم أُمِيتُوا في الدُّنيا ثم أُحْيُوا في قبورهم فسُئِلُوا ، ثم أُمِيتُوا في قبورهم ، ثم أُحْيُوا في الآخرةِ للبعث ، فيكون المرادُ بالإحياءِ الأَول الإحياءُ في القبرِ ، وبالإحياءِ الثاني الإحياءُ للبعثِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا } أي بإنعَامِكَ علينا ونفوذ قضائِكَ فينا وتكذيبنا في الدُّنيا ، { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن } ؛ النار ، من ، { سَبِيلٍ } ، طريقٍ فنُؤمِنَ بكَ ونرجِعَ إلى طاعتك ؟ فيجابُون : ليس إلى خروجٍ مِن سبيلٍ ، يقالُ لَهم : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ } ؛ أي ذلك العذابُ في النار والْمَقْتُ بأنَّكم إذا قيلَ لكم في الدُّنيا : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، أنْكَرتُم وكفرتُم وقلتُم أجَعلَ الآلهةَ إلهاً واحداً ، { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } ؛ باللهِ ، { تُؤْمِنُواْ } ، صدَّقتُم ، { فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ } ؛ في سُلطانهِ ، { ٱلْكَبِيرِ } ؛ في عظَمتهِ لا يُرَدُّ حكمهُ .