Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 18-18)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } ؛ أي حَذِّرهُم يومَ القيامةِ ؛ والمعنى : يا مُحَمَّدُ أنْذِرْ أهلَ مكَّة يومَ الآزفَةِ ، يعني القيامةَ ، سُميت القيامةُ آزفَةً مِن الأزَفِ : وهو الأَمْرُ إذا قَرُبَ ، والقيامةُ آزفةٌ لِسُرعَةِ مَجِيئِهَا . قال الزجَّاجُ : ( قِيْلَ لَهَا : آزفَةٌ لأَنَّهَا قَرِيبَةٌ وَإن اسْتَبْعَدَهَا النَّاسُ ، وَكُلُّ آتٍ فَهُوَ قَرِيبٌ ) ، { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } ؛ أي تزولُ القلوبُ من مواضعِها من الخوفِ ، فتشخَصُ صدورُهم حتى يبلغَ حاجِزَهم في الحلُوقِ ، فلا هي تعودُ إلى أماكنِها ولا هي تخرجُ من أفواهِهم فيموتُوا فيستريحوا . وذلك أنَّ القلبَ بين فَلَقَتَي الرِّئة ، فإذا انتفخَتِ الرِّئَةُ عند الفزَعِ رفعَتِ القلبَ حتى يبلُغَ الحنجرةَ ، فيلصقُ بالحنجرةِ فلا يقدرُ صاحبه على أن يرُدَّهُ إلى مكانهِ ، ولا على أن يلفُظَ به فيستريح . ونظيرهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ } [ الأحزاب : 10 ] ، وقولهُ تعالى : { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } [ الواقعة : 83 ] وقولهُ تعالى { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } [ إبراهيم : 43 ] وقولهُ تعالى : { إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } [ القيامة : 26 ] . وقولهُ تعالى : { كَاظِمِينَ } أي مَغمُومِينَ مكرُوبينَ مُمتَلِئين غَمّاً وخَوفاً وحُزناً ، يعني أصحابَ القُلوب يتردَّدُ حُزْنُهم وحسراتُهم في أجوافِهم ، والكَاظِمُ : هو الممتلِيءُ أسَفاً وغَيظاً ، والكَظْمُ تردُّدُ الغيظِ والحزنِ والخوف في القلب حتى يضيقَ به ، نصبَ ( كَاظِمِينَ ) على الحالِ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } ؛ أي ما لَهم مِن قريبٍ ينفعُهم ولا شفيعٍ يطاعُ الشفيع فيهم فتُقبَلَ شفاعتهُ .