Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 2-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } ؛ أي هذه تنْزِيلُ الكتاب من الله العزيزِ العليم بخَلقهِ ، وقرأ حم بفتح الميمِ ؛ أي أُتْلُ حَمِيمُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } ؛ أي غافرِ الذنب لِمَن قالَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، وهم أولياؤهُ وأهلُ طاعتهِ ، وقابلِ التَّوب من الشِّركِ ، شديدِ العقاب لِمَن ماتَ على الشِّركِ . والتَّوْبُ : جمعُ التَّوبَةِ ، ويجوزُ أن يكون مَصدراً مِن تَابَ يَتُوبُ تَوباً ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { ذِي ٱلطَّوْلِ } ؛ أي ذِي الغِنَى عمَّن لا يُوحِّدهُ ولا يقولُ : لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ . وقال الكلبيُّ : ( ذُو الْفَضْلِ عَلَى عِبَادِهِ وَالْمَانِّ عَلَيْهِمْ ) ، وقال مجاهدُ : ( ذُو السَّعَةِ وَالْغِنَى ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } ؛ أي لا معبودَ للخلقِ سواهُ ، { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } ؛ أي مصيرُ مَن آمَنَ ، ومصيرُ مَن لم يؤمِنْ ، وعن الحسنِ رضي الله عنه : ( أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب رضي الله عنه سَأَلَ عَنْ بَعْضِ إخْوَانِهِ الَّذِينَ كَانُوا بالشَّامِ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ أخِي فُلاَنٌ ؟ وَقَالُوا : ذاكَ أخُو الشَّيْطَانِ يُخَالِطُ أهْلَ الأَشْرَفِيَّةِ وخَالَفَ أصْحَابَهُ . فَقَالَ : إذا خَرَجْتُمْ إلَى الشَّامِ فَآذِنُونِي . فَلَمَّا أرَادُوا الْخُرُوجَ أعْلَمُوهُ ، فَكَتَب : مِنْ عَبْدِاللهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إلَى فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ . بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . سَلاَمٌ عَلَيْكَ ؛ فَإنِّي أحْمَدُ إلَيْكَ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ . أمَّا بَعْدُ : فَإنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ : { حـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ * غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ … } إلَى قَوْلِهِ { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } . وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِِتَابُ قَالُواْ لَهُ : اقْرَأ كِتَابَكَ أيُّهَا الرَّجُلُ ، فَلَمَّا قَرَأ { ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } قَالَ : عَلِيمٌ بمَا أصْنَعُ ، { غَافِرِ ٱلذَّنبِ } إن اسْتَغْفَرْتُ غَفَرَ لِي ، و { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } إنْ أنَا تُبْتُ لِيَقْبَلَ تَوْبَتِي ، { شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } إنْ لَمْ أفْعَلْ عَاقَبَنِي { ذِي ٱلطَّوْلِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } . ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللهُ وَنَصَحَ عُمَرُ رضي الله عنه ، فَأَقْبَلَ بطَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ إلَى أنْ مَاتَ . فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ أمْرُهُ ، قَالَ : هَكَذا فَاصْنَعُوا ؛ إذا رَأيْتُمْ أخَاكُمْ نَزَلَ فَشَدِّدُوهُ وَوَفِّقُوهُ ، وَادْعُوا اللهَ لَهُ أنْ يَتُوبَ عَلَيْهِ ، وَلاَ تَكُونُوا أعْوَاناً لِلشَّيْطَانِ عَلَيْهِ ) .