Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } ؛ يعني يومَ القيامةِ يُنَادَى فيه كلُّ أُناسٍ بإمَامِهم ، وينادي فيه أهلُ النار أهلَ الجنة ، وأهلُ الجنة أهلَ النار ، وينادَى فيه بسعادةِ السُّعدَاءِ وشقاوةِ الأشقياءِ ، وأصلهُ : يومَ التَّنَادِي بإثباتِ الياء كما في التَّناجِي والتَّقَاضِي ، إلاّ أنَّ الياءَ حُذفت منه كما حُذف مِن قولهِ تعالى { يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ } [ القمر : 6 ] وشبهِ ذلك . وَقِيْلَ : سُمِّي يومُ التَّنادِي لأنَّ الكفَّارَ يُنادُونَ فيه على أنفُسِهم بالويلِ والثُّبُور ، كما قالَ تعالى : { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } [ الفرقان : 14 ] ، وَقِيْلَ في معنى ذلك : أنه يُنادِي المنادي ألاَ أنَّ فُلان بن فلان سَعِدَ سعادةً لا شقاوةَ بعدَها أبداً ، ويُنادِي : إلا إنَّ فلان بنَ فلان شَقِيَ شقاوةً لا سعادةَ بعدَها أبداً . وقرأ الحسنُ : ( يَوْمَ التَّنَادِي ) بإثباتِ الياء على الأصل . وقرأ ابنُ عبَّاس : ( يَوْمَ التَّنَادِّي ) بتشديدِ الدال على معنى يوم التنافُرِ ، وذلك إذا هرَبُوا فنَدُّوا في الأرضِ كما يَنُدُّ الإبلُ إذا شرَدَتْ على أصحابها . قال الضحاك : ( إذا سَمِعُوا بزَفِيرِ النَّار نَادَوا هَرَباً ، فَلاَ يَأْتُوهُ قِطْراً مِنَ الأَقْطَار إلاَّ وَجَدُوا مَلاَئِكَةً صُفُوفاً ، فَيَرْجِعُونَ إلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانُواْ فِيْهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } [ الرحمن : 33 ] .