Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 45-46)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } ؛ وذلك أنَّ فرعون أرادَ أن يَقتُلَهُ فهربَ منهم ، فلم يقدِرُوا عليه ، ودفعَ اللهُ عنه غَائِلَةَ مَكرِهم ، { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } ؛ أي نزلَ بفرعون وقومه أشَدُّ العذاب ، قال الكلبيُّ : ( غَرِقُوا في الْبَحْرِ وَدَخَلُواْ النَّارَ ) والمعنى : وحاقَ بآلِ فرعون سوءُ العذاب ، في الدُّنيا الغرقُ ، وفي الآخرةِ النارُ ، فذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } ؛ ارتفاعُ ( النارُ ) على البدلِ من { سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } أي صَباحاً ومسَاءً ، يقالُ لَهم : يا آلَ فرعون هذهِ منازلُكم ، توبيخاً ونقمةً ، قال ابنُ مسعود : ( إنَّ أرْوَاحَ آلِ فِرْعَوْنَ فِي أجْوَافِ طَيْرٍ سُودٍ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّار كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ ) ، وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ : " إنَّ أحَدَكُمْ إذا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ " أهْلِ " الْجَنَّةِ ، وَإنْ كَانَ مِنْ أهْلِ النَّار فَمِنْ " أهْلِ " النَّار ، يُقَالُ : هَذا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . وقولهُ تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } قرأ نافعُ والكوفيُّون بقطعِ الألفِ وكسرِ الخاء ؛ أي يقالُ للملائكةِ : أدْخِلُوا آلَ فرعون أشدَّ العذاب ، وهو الدَّرْكُ الأسفلُ من النار ، وقرأ الباقون بضَمِّ الخاء ووصلِ الألف على الأمرِ لهم بالدخول .