Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 10-10)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا } ؛ أي وخَلَقَ فيها جِبَالاً ثَوَابتَ أوتَاداً لَها في يومِ الثَّلاثاء ، { وَبَارَكَ فِيهَا } ؛ أي بَارَكَ في الأرضِ بالسَّماء والشجرِ والنبات والثمار ، { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } ؛ أي معايشَها ، قدَّرَ اللهُ لكلِّ حيوانٍ ما يكفيهِ بحسبَ الحاجةِ ، وجعلَ في كلِّ أرضٍ معيشةً ليست في غيرِها لتعايَشُوا وتَتَّجِرُوا . وكان تقديرُ الأقواتِ في يومِ الأربعاءِ ، فتَمَّ خلقُ الأرضِ بما فيها في أربعةِ أيَّام ، ولو أرادَ اللهُ أن يخلُقَها في لحظةٍ واحدة لفَعَلَ وقَدِرَ ، ولكنه خلقَها في ستَّة أيامٍ لأنه تعالى حَلِيْمٌ ذُو أنَاةٍ ، أحبَّ أن يُعَلِّمَ الخلقَ الأَنَاةَ في الأمور . وقال الحسنُ : ( مَعْنَى قَوْلِهِ { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا } أيْ قَسَّمَ الأَرْضَ أرْزَاقَ الْعِبَادِ وَالْبَهَائِمِ ) ، وقال الكلبيُّ : ( الْخُبْزُ لأَهْلِ قُطْرٍ ؛ وَالثَّمَرُ لأَهْلِ قُطْرٍ ؛ وَالذرَّةُ لأَهْلِ قُطْرٍ ؛ وَالسَّمَكُ لأَهْلِ قُطْرٍ ، جَعَلَ اللهُ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْ فِي الأُخْرَى ؛ لِيَعِيْشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بالتِّجَارَةِ مِنْ مَوْضِعٍ إلَى مَوْضِعٍ ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } ؛ رفعَهُ أبو جعفرٍ على الابتداءِ ؛ أي هُنَّ سَوَاءٌ ، وخفضَهُ الحسنُ ويعقوب نعتُ أربعةِ أيَّام ، ونصبَهُ الباقون على معنى : اسْتَوَتْ سَوَاءً للسَّائِلِيْنَ ، واستواءً يعني على المصدر كما يقالُ : في أربعةِ أيَّام تَماماً . ومعناهُ : مَن سألَ عنه فهكذا الأمرُ . وقال السديُّ : ( سَوَاءً لاَ زيَادَةَ وَلاَ نُقْصَانَ جَوَاباً لِمَنْ سَأَلَ فِي كَمْ خُلِقَتِ الأَرْضُ وَالأَقْوَاتُ ، فَيُقَالُ : أرْبَعَةِ أيَّامٍ سَوَاءً ) . و ( لِلسَّائِلِيْنَ ) ها هنا هُم اليهودُ ، سألُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن مدَّة خَلْقِ السَّماوات والأرضِ ، ويجوزُ قولهُ { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } عائداً على تقديرِ الأقواتِ ، كأنه قال : لكلِّ مُحتاجٍ إلى القُوتِ .