Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 15-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } ؛ أي فلذلكَ الذي سبقَ ذِكرهُ ، يعني الذي وصَّى به الأنبياءُ من التوحيدِ فادعُ . وَقِيْلَ : معناهُ : فلأجلِ ما وقعَ منهم من الشكِّ فادعُ واستقِمْ على دينِ الإسلامِ كما أُمِرتَ ولا تتَّبع أهواءَ أهلِ الكتاب ، وذلك أنَّهم دعَوا إلى دينِهم ، { وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } ؛ أي آمنتُ بكُتب الله كلِّها . وإنما قالَ ذلك لأنَّ الذين تفرَّقوا آمَنُوا ببعضِ الكُتب دون بعض . وقوله تعالى : { وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } ؛ أي أُمرت أن لا أحيفَ عليكم بأكثرَ مما افترضَ اللهُ عليكم في الأحكامِ . وقولهُ تعالى : { ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } ؛ أي إلِهُنا وإلَهُكم وإن اختلفَتْ أعمالُنا ، وكلٌّ يجازَى بما عَمِلَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } ؛ لنا جزاءُ أعمالِنا ولكم جزاءُ أعمالِكم ، لا يُؤاخَذُ أحدٌ بعملِ غيره ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } ؛ أي قد ظهرَ الحقُّ وسقطَ الباطلُ ، ومع ذلك الحجَّة لنا عليكم لظهُورها ، وقولهُ تعالى : { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } ؛ وبينَكم في الآخرةِ فيُجازي كُلاًّ بعملهِ ، { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } .