Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 23-23)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ؛ أي ذلك الذي سبقَ ذِكرهُ من النعيمِ يبشِّرُ اللهُ عبادَهُ المؤمنين المخلِصين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } ؛ أي لا أسألُكم على تبليغِ الرسالة ؛ أي تعليمِ الشريعةِ أجْراً ، وهذا دأبُ كلِّ نبيٍّ مع قومهِ ، وقولهُ تعالى : { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } أي لاَ أَسأَلُكم عليه أجراً إلاَّ أن تَصِلُوا ما بيني وبينَكم من القرابةِ . قال ابنُ عبَّاس : ( لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ إلاَّ وَلِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَابَةٌ فِيْهِمْ ) . والمعنى : قُل لا أسأَلُكم على ما أدعُوكم إليه من الحقِّ إلاَّ أنْ تحفَظُوني في قرابَتِي بيني وبينكم . وقال مجاهدُ : ( مَعْنَاهُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لاَ أسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أقُولُ أجْراً ، أرْقُبُونِي فِي الدُّعَاءِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، وَلاَ تَعْجَلُوا إلَيَّ وَدَعُونِي وَالنَّاس ) . وقال الحسنُ : ( مَعْنَاهُ : إلاَّ أنْ تُؤَدُّوا إلَى اللهِ فِيمَا يُقَرِّبُكُمْ إلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ ) . وعن ابنِ عبَّاس قالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } قَالُواْ : يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْمُرُنَا اللهُ بمَودَّتِهِمْ ؟ قَالَ : " عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَوَلَدَهُمَا " " . وعن عليٍّ رضي الله عنه قالَ : ( قَالَ فِينَا ، فِي آلِ مُحَمَّدٍ ، فِي حَمِ آيَةً لاَ يَحْفَظُ مَوَدَّتَنَا إلاَّ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، ثُمَّ قَرَأ : { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } ) ، وقال الكلبيُّ : ( مَعْنَاهُ : لاَ أسْأَلُكُمْ عَلَى الإيْمَانِ جُعْلاً إلاَّ أنْ تُوَادُّوا أقَاربي ، حَثَّ اللهُ النَّاسَ عَلَى مَوَدَّةِ ذوي قَرَابَتِهِ ) . وعلى الأقوالِ كلِّها قولهُ { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ } استثناءٌ ليس من الأوَّلِ ، وليس المعنى : أسأَلُكم المودَّةَ في القُربَى ؛ لأن الأنبياءَ لا يسأَلُون أجْراً على تبليغِ الرسالة ، والمعنى ولكنِّي أُذكِّرُكم المودةَ في قرابَتِي . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } ؛ أي ومَن يكتَسِبْ حسنةً نُجازيه عليها أضْعَافاً ، بالواحدةِ عشراً فصاعداً ، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } ؛ لذُنوب الناسِ ، { شَكُورٌ } ؛ للقليلِ حتى يُضاعفَهُ .