Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 13-13)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ } ؛ الكنايةُ تعود إلى لفظ ( مَا ) أي لتَستَوُوا على ظُهور ما تركبون ، { ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ } ؛ يعني النعمةَ بتسخيرِ ذلك المركَب في البَرِّ والبحرِ ، قال مقاتلُ والكلبي : ( وَهُوَ أنْ تَقُولَ : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَزَقَنِي هَذا وَحَمَلَنِي عَلَيْهِ ) ، { وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } ؛ المركَبَ وذلَّلَهُ لنا ، وسهَّلَ رُكوبَهُ ، ولولاَ تسخيرهُ لنا ، { وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } ؛ أي مُطِيقين ضابطين ، يريدُ : لا طاقةَ لنا بالإبلَ ولا بالفلكِ ولا بالبحر ، لولاَ أنَّ اللهَ تعالى سخَّرَ لنا ذلك . قال قتادةُ : ( قَدْ عَلَّمَكُمُ اللهُ كَيْفَ تَقُولُونَ إذا رَكِبْتُمْ ) . وعن ابنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ : ( إذا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ ، رَدَفَهُ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ لَهُ : تَغَنَّ ، فَإنْ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ : تَمَنَّ ) . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : " " أنَّهُ كَانَ إذا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارجاً فِي سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثاً سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإنَّا إلَى رَبنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذا الْبرَّ وَالتَّقْوَى ، وَالْعَمَلَ بمَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا وَأطْوِعْنَا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَب ، وَسُوءِ الْمُنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ " . وَإذا رَجَعَ قَالَ : " آيبُونَ تَائِبُونَ لِرَبنَا حَامِدُونَ " " .