Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 34-35)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } ؛ أي ولبُيوتِهم أبوَاباً من فضَّة وسُرُراً من فضَّة ، على سُرُُر الفضَّة يجلِسُون ويتَّكئِون ، وقولهُ تعالى : { وَزُخْرُفاً } ؛ الزُّخرُفُ هو الذهَبُ ، كأنَّهُ قال : وجعَلنا أمتِعَتَهم من الذهب . هكذا في التفاسيرِ أنَّ المرادَ بالزُّخرُفِ الذهبَ ، إلاَّ أنَّهُ في اللغةِ الزُّخرف : كَمَالُ الزِّينةِ ، كما قال تعالى { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلأَرْضُ زُخْرُفَهَا } [ يونس : 24 ] ، ويجوزُ أن يكون قولهُ { وَزُخْرُفاً } عَطفاً على قولهِ { مِّن فِضَّةٍ } [ الزخرف : 33 ] كأنَّهُ قالَ : مِن فضَّةٍ وزُخرُفاً ، إلاَّ أنه لَمَّا قالَ حذفَ ( مِنْ ) جعل نصباً ، وهذا إنما يكون على قولِ الكوفِيِّين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ؛ مَن قرأ ( لَمَّا ) بالتشديدِ فالمعنى : ما كلُّ ذلك إلاَّ متاعُ الحياةِ الدُّنيا , ومَن قرأ بالتخفيفِ فـ ( مَا ) صلةٌ زائدة ، والمعنى : وإنْ كلُّ لَمَا متاعُ الحياة الدنيا ، يُتَمَتَّعُ به إلى حين ثُم يفنَى ، وَثوابُ { وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } ؛ الكفرَ والفواحشَ ، والذي قرأ ( لَمَّا ) بالتشديدِ حمزةُ جعلَهُ في معنى إلاَّ ، وحُكي عن سيبويهِ : نشَدتُكَ لَمَّا فعلتَ ، بمعنى إلاَّ فعلتَ . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ : " لَوْلاَ أنْ يَجْزَعَ عَبْدِي الْمُؤْمِن لَعَصَبْتُ الْكَافِرَ بعَصَابَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَصَبَّبْتُ الدُّنْيَا عَلَيْهِ صَبّاً " قال : ومصداقُ ذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ الزخرف : 33 ] .