Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 38-39)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا } ؛ يعني الكافرَ إذا جاءَ يومَ القيامةِ { قَالَ } ، لقَرِينهِ وهو الشيطانُ الذي يُجعَلُ معه في سِلسلةٍ واحدةٍ : { يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ } ؛ المشرقُ والمغرِبُ إذ كُنَّا في الدُّنيا فلم أرَكَ ولم تَرَنِي ، { فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ } ؛ كُنْتَ لِي . وإنما سُمِّيَ المشرقُ والمغربُ باسمٍ الواحد للازدواجِ ، كما يقالُ للشَّمسِ والقمر : القَمَرَانِ ، وفي تثنيةِ أبي بكرٍ وعمرَ : العُمَرَينِ ، قال الشاعرُ : @ أخَذْنَا بآفَاقِ السَّمَاءِ عَلَيْكُمُ لَنَا قَمَرَاهَا وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ @@ وقُرئ : ( حَتَّى إذا جَاءَنَا ) يعني الكافرَ وشيطانهُ يُبعثان يومَ القيامةِ في سلسلةٍ واحدة ، كما رُوي أنَّ الكافرَ إذا بُعث يومَ القيامةِ مِن قبرهِ أخذ بيدهِ شَيطانهُ فلم يُفارقْهُ حتى يُصَيِّرهُما اللهُ إلى النار ، فلذلك حيثُ يقولُ : ( يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبئْسَ الْقَرِينُ ) ، ويقولُ اللهُ في ذلك اليومِ للكافرين " و " أنت أيها الشيطان : { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ } ؛ أي إذا أشرَكتُم في الدُّنيا ، { أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } ؛ قال المفسِّرون : لا يُخفَّفُ عنهم الإشراكُ شيئاً من العذاب ، لأنَّ لكلِّ واحدٍ منهم الحظَّ الأوفرَ من العذاب ، ولا يستأنِسُ بعضُهم ببعضٍ .