Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 57-58)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } ؛ قال ابنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ … } الآيةُ ، قَرَأهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى : أخَاصٌّ هَذا أمْ عَامٌّ ؟ فَقَالَ : " عَامٌّ " فَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَى : فَإنَّ عِيسَى تَعْبُدُهُ النَّصَارَى ، فَهُوَ وَالنَّصَارَى فِي النَّار ، وَعُزَيْرٌ تَعْبُدُهُ الْيَهُودُ ، وَخُزَاعَةُ تَعْبُدُ الْمَلاَئِكَةَ ، فَإنْ كَانَ هَؤُلاَءِ فِي النَّار فَآلِهَتُنَا خَيْراً مِنْهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } " . والمعنى : لَمَّا شبَّهوهُ بآلهتهم { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } يعني قومَهُ الكفارَ كانوا يضُجُّون ضجيجَ المجادَلةِ ، حيث خاصَموهُ وقالوا : رضِينَا أن تكون آلهتَنا ، وهو قولُهم : { وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } ؛ أي ليست آلِهتُنا خيراً من عيسَى ، فإنْ كان عيسَى في النار بأنه يُعبَدَ من دونِ الله فآلِهتُنا في النار . قرئ ( يَصِدُّونَ ) بكسرِ الصاد وضمِّها ، قال الفرَّاءُ والزجَّاجُ والأخفش والكسائيُّ : ( هُمَا لُغَتَانِ ، مَعْنَاهُمَا : يَضُجُّونَ ) . وَقِيْلَ : يَصُدُّونَ : يُعْرِضُونَ . ومَنَ قرأ بكسرِ الصاد فمعناهُ : يضحَكُون . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } ؛ أي ما ذكَروا لكَ وصفَ عيسى إلاَّ لِيُجادِلُوكَ به ؛ لأنَّهم قد علِمُوا أن المرادَ بحصَب جهنَّم ما اتخذوهُ من الموتِ . ثم ذكرَ أنَّهم أصحابُ خصُومَاتٍ فقالَ : { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } ؛ أي جَدِلُونَ بالباطلِ ، وعن أبي أُمامةَ الباهليِّ أنه قالَ : ( مَا ضَلَّ قَوْمٌ إلاَّ أُوْتُوا الْجَدَلَ . ثُمَّ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ ) .