Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 63-64)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ } ؛ أي بالْمُعجِزَاتِ ، وقال قتادةُ : ( يَعْنِي الإنْجِيلَ ) ، وقوله تعالى : { قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ } ؛ أي بالإنجيلِ ، وَقِيْلَ : بالنبوَّةِ ، وَ ؛ جئتكم { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } ؛ فيما بينكم ، قال مجاهدُ : ( مِنْ أحْكَامِ التَّوْرَاةِ ) . فإن قِيْلَ : فهلاَّ بَيَّنَ لَهم جميعَ ما اختلَفُوا فيه وقد أُرسِلَ إليهم ؟ قُلنا : قد اختلفوا فيه ؛ قال بعضُهم : إنَّ الذي جاءَ به عيسى في الإنجيلِ إنما هو بعضُ الذي اختلَفُوا فيهِ ، وقد بيَّنَ لهم من غيرِ الإنجيلِ ما احتاجُوا إليه . وقال بعضُهم : معناهُ : لأُبَيِّنَ لكم بعضَ الكتاب الذي تختلفون فيهِ ، إذ كانوا مختلفين في بعضِ التَّوراةِ . وقال بعضُهم معناهُ : لأُبيِّنَ لكم أمرَ دينكم لأنَّهم كانوا مُختلفين في أمرِ دينهم ودُنياهم ، والمقصودُ من إرسالِ الرسُلِ بيانُ الدينِ ، فكان ذلك بعضَ ما اختلفوا فيه ، وقد يذكَرُ البعضُ أيضاً بمعنى الكلِّ ، كما قالَ الشاعرُ : @ قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ @@ وأرادَ بالبعضِ الكلَّ ، لأن المستعجلَ أيضاً قد يدركُ البعضَ ، { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } .