Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-22)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } ؛ قِيْلَ : إنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ في ثلاثِ نَفَرٍ من المشرِكين ؛ وهم عُتبَةُ وشَيبَةُ والوَلِيدُ بنُ عُتبَةَ ، بارَزُوا علِيّاً وحمزةَ وعبيدةَ بن الحارث رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يومَ بدرٍ ، كانوا يقُولون لَهم : لئِنْ كان مُحَمَّدٌ حقّاً في الآخرةِ لتَفضَّلَ عليكم في الآخرةِ كما فضَّلَنا عليكم في الدُّنيا . ومعنى الآيةِ : أحَسِبَ الذين { ٱجْتَرَحُواْ } اكتسَبُوا { ٱلسَّيِّئَاتِ } المعاصِي { أَن نَّجْعَلَهُمْ } فِي الآخرةِ { كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم والقُرآنِ { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } من الصَّلاة والزكاةِ . وتَمَّ الكلامُ ، ثم قالَ : { سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ } ، ارتفعَ ( سَوَاءٌ ) على أنه خبرُ مبتدأ مقدَّمٍ ، تقديرهُ : محياهُم ومماتُهم سواءٌ ، والضميرُ فيهما يعودُ إلى القبيلتين المؤمنين والكافرين ، يقولُ المؤمِنُ مؤمنٌ في محياهُ ومؤمنٌ في مماتهِ ، والكافرُ كافرٌ في حياتهِ ومماتهِ . والمعنى : إنَّ المؤمن يموتُ على إيمانهِ ويُبعَثُ عليه ، والكافرُ يموت على كُفرهِ ويبعَثُ عليه ، يريد مَحيَا القبيلتَين ومَماتَهم سواءٌ . ومَن قرأ ( سَوَاءً ) بالنصب جعلَهُ مفعولاً ثانياً ، فجعلَهُ على تقديرِ : فجعلَ محيَاهم ومماتَهم سواءً ، يعني أحَسِبُوا أنَّ حياتَهم وموتَهم كحياةِ المؤمنين وموتِهم ؛ كَلاّ ؛ وقولهُ تعالى : { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } ؛ أي بئْسَ ما يَقضُونَ حين يرَون أنَّ لهم في الآخرةِ ما للمؤمنين ، { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } .