Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 25-25)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا } ؛ أي تُهلِكُ كلَّ شيءٍ مرَّت به من الناسِ والدواب والأموالِ { فَأْصْبَحُواْ } ؛ يعني عاداً ؛ { لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } ؛ قال الزجاج : ( معناهُ لا ترَى شيئاً إلاَّ مساكنَهم ، والمعنى : لا ترَ أيُّها المخاطَبُ إلاَّ مساكِنَهم ، لأنَّ السُّكَّانَ والأنعامَ بادت بالريحِ ) . قال ابنُ عبَّاس : ( فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ هُودٌ وَمَنْ مَعَهُ ) ، وعن ابنِ عبَّاس قالَ : ( لَمَّا رَأوا الْعَارضَ قَامُواْ ، فَأَوَّلُ مَا عَرَفُوا أنَّهُ عَذابٌ رَأوا مَا كَانَ خَارجاً مِنْ دِيَارهِمْ مِنَ الرُّعَاةِ وَالْمَوَاشِي تَطِيرُ بهِ الرِّيحُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَرَأوا الْفَسَاطِيطَ وَالضَّعَائِنَ تُرْفَعُهَا الرِّيَاحُ كَأَنَّهَا جَرَادٌ فَدَخَلُوا بُيُوتَهُمْ وَأغْلَقُوا عَلَى أنْفُسِهِمُ الأَبْوَابَ ، فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَقَلَعَتْ أبْوَابَهُمْ وَاحْتَمَلَتْهُمْ إلَى عَنَانِ السَّمَاءِ ، ثُمَّ هَرَعَتْهُمْ وَأهَالَتْ الرِّمَالَ ، فَكَانُواْ تَحْتَ الرَّمْلِ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أيَّامٍ حُسُوماً لَهُمْ أنِينٌ ، ثُمَّ أمَرَ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ فَاحْتَمَلَتْهُمْ فَرَمَتْ بهِمْ فِي الْبَحْرِ ) . وقرأ الأعمشُ وحمزة وعاصم ويعقوب ( فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى ) بياءٍ مضمومة ( إلاَّ مَسَاكِنُهُمْ ) بالرفع أي لا ترَى الناسُ إلاَّ مساكنَهم لأنَّهم كانوا تحتَ الرَّملِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } ؛ أي هكذا نَجزِي مَن أجرمَ جُرمَهم بمثلِ ما جازَيناهم . وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا رَأى الرِّيحَ فَزِعَ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بهِ ، وَأعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بهِ " وَكَانَ يَقُومُ وَيَقْعُدُ وَيَتَغَيَّرُ لَوْنُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ ! فَيَقُولُ : " إنِّي أخَافُ أنْ تَكُونَ مِثْلَ قَوْمٍ هُودٍ حَيْثُ قَالُوا : هَذا عَارضٌ مُمْطِرُنَا " " .