Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 19-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } ؛ الخطابُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمرادُ بهِ غيرهُ . والمعنى : إذا جاءَتْهم الساعةُ فاعلم أنَّه لا قاضيَ حينئذٍ إلاَّ اللهُ ، ولا مخرجَ يومئذٍ إلاَّ إليهِ ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قد كان عَلِمَ ذلك ، ولكن هذا خطابٌ يدخلُ فيه الناسُ . والمعنى : مَن عَلِمَ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ فليَقُمْ على العلمِ ويَثبُتْ عليهِ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } ؛ أي استَعصِمْ مِن مُواقعَةِ ذنبٍ يُوجِبُ الاستغفارَ . ويقالُ : معناهُ : استَغفِرْ لصَغَائِرِكَ ؛ فإنه لا صغيرةَ مع الإصرار ، { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } ؛ واستغفِرْ لذُنوب المؤمنين والمؤمناتِ ، وهذا إكرامٌ من اللهِ لهذه الأُمة حين أمرَ نبيَّهم أنْ يستغفرَ لهم وهو الشفيعُ الْمُجَابُ فيهم . وقوله تعالى : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } ؛ أي مُتصرَّفَاتِكم في الدُّنيا من أوَّلِ ما ينقلِبُون من ظهرٍ إلى بطنٍ إلى أن تَخرُجوا من دُنياكم إلى قُبوركم ، ويعلمُ أينَ مَثْوَاكُمْ في الآخرةِ ، قال عكرمةُ : ( مَعْنَاهُ : واللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ مِنَ أصْلاَب الآبَاءِ إلَى أرْحَامِ الأُمَّهَاتِ ، وَمَثْوَاكُمْ مَقَامَكُمْ فِي الأَرْضِ ) . وقال مقاتلُ : ( وَاللهُ يَعْلَمُ مُنْتَشَرَكُمْ بالنَّهَار وَمَأْوَاكُمْ باللَّيْلِ ) . والمعنى : إنَّهُ عالِمٌ بجميعِ أحوالِكم ، لا يخفَى عليه شيءٌ منها .