Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 25-25)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى } ؛ قال قتادةُ : ( هُمْ كُفَّارُ أهْلِ الْكِتَاب ، كَفَرُواْ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَعْرِفُونَهُ وَيَجِدُونَ صِفَتَهُ فِي كِتَابهِمْ ، وَنَعْتَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ ) . فمعناهُ : إنَّ الذين رجَعُوا كفَّاراً من بعدِ ما ظهرَ لهم أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بنَعتهِ وصفتهِ في كتابهم ، { ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ } ؛ أي زَيَّنَ لهم القبيحَ ، { وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } ؛ اللهُ تعالى ؛ أي أمْهَلَهُمْ مَوَسِّعاً عليهم ليتَمَادَوا في طُغيانِهم ، ولم يُعجِّلْ عليهم بالعقوبةِ . ويُحْسَنُ الوقوفُ على قولِ : { سَوَّلَ لَهُمْ } لأنه فِعلُ الشيطانِ ، والإملاءُ فعلُ اللهِ تعالى ، على قولِ الحسنِ : لاَ يُحْسَنُ الْوُقُوفُ ؛ لأنَّهُ يُقَالُ فِي تَفْسِيرِهِ : { وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } : مَدَّ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فِي الْعَمَلِ . وقرأ أبو عمرٍو ( وَأُمْلِي لَهُمْ ) على ما لَمْ يُسَمَّ فاعلهُ ، وهو حسنٌ للفصلِ بين فعلِ الشَّيطان وفعلِ الله تعالى ، ونعلمُ يقيناً أنَّهُ لا يُؤَخِّرُ أحدٌ مدَّة أحدٍ ولاَ يُوَسِّعُ فيها إلاَّ اللهُ تعالى . وقرأ مجاهدُ ( وَأُمْلِي ) بضمِّ الهمزةِ وإسكانِ الياء على معنى : وأنَا أُمْلِي لَهم .