Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 30-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ } ؛ أي لعرَّفنَاكَهُمْ وأعْلَمْنَاكَهُمْ ، { فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ } ؛ أي بالعلامةِ القبيحةِ التي نظهرها عليهم ، قال الزجَّاجُ : ( مَعْنَاهُ : لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا عَلَى الْمُنَافِقِينَ عَلاَمَةً ؛ وَهِيَ السِّيمَاءُ ؛ فَلَعَرَفْتَهُمْ بتِلْكَ الْعَلاَمَةِ ) . وقولهُ تعالى : { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } ؛ أعلمَ اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُطلِعَهُ على نفاقِهم في فَحْوَى كلامِهم ، فكان لا يتكلَّمُ بعدَ نُزولِ الآية منافقٌ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ عُرِفَ بكلامهِ وبما يعتذرون إليه به مِن المعاذيرِ الكاذبة . قال المفسِّرون معنى قولهِ { فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } أي في فَحْوَى القولِ ، ومعناهُ : ومَقْصَدِهِ ، ويقالُ : فلانٌ لَحَنَ بحُجَّتهِ ولاَحَنَ في كلامهِ ، وفي الحديث : " لَعَلَّ بَعْضَكُمْ ألْحَنُ بحُجَّتِهِ " أي أذْهَبُ بها في الجهاتِ لقوَّتهِ على تصريفِ الكلام ، وإذا قِيْلَ : لَحَنَ في كلامهِ أو ألْحَنَ ؛ فمعناهُ : ذهبَ بالكلامِ إلى خلافِ جهة الصَّواب . ولَحَنَ القارئُ إذا تركَ الإعرابَ الصَّوابَ وعدلَ عنه . وقولهُ تعالى : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } ؛ أي يعلمُ ظَواهِرَها وبوَاطِنَها .