Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 35-35)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } ؛ أي لا تَعطِفُوا عن قتالِ الكفَّار وتدعُوهم إلى الصُّلحِ { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } بما وعدَكم اللهُ من النصرِ في الدُّنيا والثواب والكرامةِ في الأُخرَى . قال الزجَّاجُ : ( مَنَعَ اللهُ الْمُسْلِمِينَ أنْ يَدْعُوا الْكُفَّارَ إلَى الصُّلْحِ وَأمَرَهُمْ بحَرْبهِمْ حَتَّى يُسْلِمُواْ ) { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } أي الغَالِبُونَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } ؛ أي بالعَوْنِ والنُّصرَةِ على عدُوِّكم بثَوَابَي حِفظِكم ، { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } ؛ أي لن يَنْقِصَكم شيئاً من ثواب أعمالكم ، وفي الآيةِ دلالةٌ على أنَّهُ لا يجوزُ للإمامِ أن يدعُوا الكفارَ إلى الصُّلحِ ، ولا أنْ يُجِيبَهم إلى الصُّلح في حالِ ما تكون الغَلَبَةُ للمسلمين ، فإنَّ الواوَ في قولهِ : { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } واوُ الحالِ ، كما يقالُ : لا تُسَلِّمْ على فُلانٍ وأنتَ راكبٌ ؛ أي في حالِ ما كُنتَ راكباً .