Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 15-17)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } ؛ أي هم الذين أقَرُّوا وصدَّقوا بوحدانيَّةِ اللهِ ونُبوَّة رسولهِ ، { ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } ؛ أي لَمْ يَشُكُّوا في دينِهم بعدَ الإيمانِ ، { وَجَاهَدُواْ } ؛ العدوَّ ، { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ؛ طاعةً ، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } ؛ في الإيمانِ . فلمَّا نَزلت هذه الآيةُ جاءَ القومُ يحلِفون لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنَّهم يُؤمنون في السرِّ والعلانيةِ ، وقد عَلِمَ الله منهم غيرَ ذلك ، فأنزلَ اللهُ : قولَهُ تعالى : { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ؛ معناهُ : كيف يُعلِّمونَ اللهَ بالدِّين الذي أنتُم عليه ، وهو عالِمٌ بكلِّ شيءٍ من كلِّ وجهٍ ، وكيف يجوزُ أن يُعَلَّمَ مَن كان بهذه الصِّفة . وقوله : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } وذلكَ أنَّ هؤلاءِ المنافقين كانوا يقُولون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم : قَاتَلَتْكَ العربُ بأسيافِهم ونحنُ جِئناك بالأهلِ والذراري والأثقالِ ، ولم نُقاتِلْكَ كما قاتَلَك بنو فلانٍ ، فقال اللهُ تعالى : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ } ؛ يا مُحَمَّدُ ؛ { أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ } ؛ فإنَّ إجَابَتَكم إلى الإسلامِ لم تكن إلاَّ لاجابتكم على أنفُسِكم لاَ إنَّكم أنعَمتُم على مَن دعاكُم إلى ذلك . ومِن المعلومِ أنَّ حقَّ الداعِي إلى الهدايةِ أعظمُ من حقِّ المطيعِ بالإجابةِ ، فليس للمطالِب أن يُطالِبَ بالحقِّ الذي لَهُ وينسَى الحقَّ الأعظمَ الذي عليهِ ، ولذلك قالَ اللهُ : { بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ } ؛ وأخرجَكم من الضَّلال ، { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ؛ في مَقالَتِكم .