Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 101-101)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } ؛ قال ابنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ } قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أسَيْدٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أفِي كُلِّ عَامٍ ؟ فَوَجَدَ مِنْ قَوْلِ ذلِكَ الرَّجُلِ وَجْداً شَدِيداً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : " مَا كَانَ يُؤْمِنُكَ أنْ أقُولَ : نَعَمْ ، فَيَجِبُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ عَامٍ فَلاَ تُطِيقُوهُ ، فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوهُ كَفَرْتُمْ ، ذرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ " " . وفي بعضِ الروايات : " أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ خَطِيباً ، فَسَأَلَهُ النَّاسُ عَنْ أشْيَاء ، فَقَالَ : " لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إلاَّ حَدَّثْتُكُمْ بهِ " ، فَأَكْثَرُوا عَلَيْهِ السُّؤَالَ حَتَّى سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْحَجِّ : أفِي كُلِّ عَامٍ ؟ فَسَكَتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَعَادَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ ثَالِثاً ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لَوْ قُلْتُ لَكُمْ : نَعَمْ ، لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ " فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : أفِي الْجَنَّةِ أنَا أمْ فِي النَّار ؟ ! فَاشْتَدَّ ذلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : رَضِينَا باللهِ رَبّاً وَبالإسْلاَمِ دِيناً وَبكَ نَبيّاً ، نَعُوذُ باللهِ مِنْ غَضَب اللهِ وَغَضَب رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَرَى عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الْغَضَبُ " . وروي : " أن رجلاً قال يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ فقال : " فِي النَّار " ، فَقَامَ عُمَرُ رضي الله عنه وَقَالَ : رَضِينَا باللهِ رَبّاً وَبالإسْلاَمِ دِيناً وَبمُحَمَّدٍ نَبيّاً وَبالْقُرْآنِ إمَاماً ، إنَّا يَا رَسُولَ اللهِ حَدِيثُو عَهْدٍ بالْجَاهِلِيَّةِ فَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللهُ عَنْكَ ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ " . ورويَ : " أنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُاللهِ بْنُ حُذافَةَ ، وَكَانَ يُطْعَنُ فِي نَسَبهِ إذا لاَحَى ؛ أيْ يُدْعَى لِغَيْرِ أبيهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أبي ؟ قَالَ : " أبُوكَ حُذافَةُ " . قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَقَالَتْ أمُّهُ : مَا رَأَيْتُ وَلَداً أعَقَّ مِنْكَ قَطْ ! أكُنْتَ تَأْمَنُ أنْ تَكُونَ أمُّكَ قَارَفَتْ مَا قَارَفَ " نِسَاءُ " أهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَيَفْضَحَهَا عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ " . وفي رواية أخرى : " أنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ : " أبُوكَ حُذافَةُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أبي فُلاَنٌ ، قَالَ : " إنَّكَ وَلَدُ الزَّانِيَةِ ، وَإنَّ الَّذِي وُلِدْتَ عَلَى فِرَاشِهِ كَانَ كَثِيرَ الْمَالِ ، فَتَعَرَّضَتْ أُمُّكَ لِحُذَافَةَ فَجَامَعَهَا فَاشْتَمَلَتْ بكَ " " فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ . ومعناها : يا أيُّها الذين آمَنوا بالله ورسولهِ لا تسأَلُوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن أشياء إنْ أظهرَ لكم جوابَها ساءَكم ، ذلك { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } ؛ وإنْ تسألوا عنها عندَ نُزول القرآنِ أظهرَ لكم جواباً ، { عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا } ؛ أي عن مسأَلتِكم لم يؤاخذكم بالبحثِ عنها . ويقال : أراد بالعفوِ السترَ عليهم ، { وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ؛ أي متجاوزٌ عن العباد ، حليمٌ عن الجهَّال لا يعجِّلُ عليهم بالعقوبةِ .