Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 49-49)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } ؛ معناه : أنزَلنا إليكَ الكتابَ بالحقِّ ، وبأن تحكُمَ بين اليهودِ بما أنزلَ اللهُ من رجمِ الزانِي المحصِن ، والقِصاصِ بين الشَّريف والوضيعِ ، ولا تعمَلْ بهواهُم في الْجَلْدِ ، وتركِ الرَّجمِ ، { وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } ؛ أي أن يَستَزِلُّوكَ عن بعضِ ما بيَّن اللهُ في كتابهِ . قال ابنُ عبَّاس : ( وَذلِكَ أنَّ يَهُودَ بَنِي النَّضِير مِثْلَ ابْنِ صُوريَّا وَكَعْب بْنِ أسَدٍ وَغَيْرِهِمْ ، قَالُوا فِيْمَا بَيْنِهِمْ : اذْهَبُوا بنَا إلَى مُحَمَّدٍ لَعَلَّنَا نَفْتِنُهُ عَنْ دِينِهِ ، فَإنَّمَا هُوَ بَشَرٌ ! فَأَتَوْهُ فَقَالُواْ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إنَّكَ قَدْ عَرَفْتَ أنَّا أحْبَارُ الْيَهُودِ وَأشْرَافُهُمْ وَسَادَاتُهُمْ ، وَإنَّا إنِ اتَّبَعْنَاكَ اتَّبَعَكَ كُلُّهُمْ وَلَنْ يُخَالِفُونَا ، وَإنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا خُصُومَةً فَنُحَاكِمُهُمْ إلَيْكَ فَاقْضِ لَنَا عَلَيْهِمْ فَنُؤْمِنُ بكَ ، فَأَبَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَكَانَ حَرِيصاً عَلَى إسْلاَمِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } ) . قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم } ؛ أي إنْ أعرَضُوا عن حُكمِكَ ، فاعلم إنَّما يريدُ الله أنْ يُعَاقِبَهم بالقتلِ في بني قُريظَةَ ، وَبالْجَلاَءِ إلَى الشَّامِ فِي بَنِي النَّضِيرِ ، { بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ } ؛ أي بمَا سلَفَ من ذُنوبهم ، وهو جُحودهم لدِينِكَ ونَعْتِكَ وصفتِكَ والتوراةِ والإنجيلِ ، { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ } ؛ أي خارجون عن الطاعةِ ناقِضُون للعهدِ .