Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 12-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } ؛ فيه تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم يقولُ : إنَّ هؤلاءِ الكفار سَلَكوا التكذيبَ طريقةَ مَن قبلِهم من الأُمم المكذِّبة لرُسلِهم ، وقد رأيتُم كيف كان إنْكَاري عليهم ، وكيف أهلَكناهُم . والرَّسُّ : برزون اليَمَامَةِ ، والنبيُّ هو حَنظَلُ بن سِنَان . وأصحابُ الأيْكَةِ قومُ شُعيب عليه السلام ، والأَيكَةُ غَيْظٌ . وأما قومُ تُبَّعٍ فقد تقدَّم أن تُبَّعَ اسمُ ملكٍ حِميَر ، وقد ذُكر ذلك في قولهِ تعالى : { أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } [ الدخان : 37 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } ؛ أي كلٌّ مِن هؤلاءِ المذكُورين كذبَ الرُّسل ، { فَحَقَّ وَعِيدِ } ؛ أي فوجبَ عليهم عذابهُ ، وحقَّ عليهم كلمةُ العذاب . وسُمي تُبَّعاً لكثرةِ أتباعهِ وكان يعبدُ النارَ فأسلمَ ودعَا قومَهُ إلى الإسلامِ وهم حِميَرُ فكذبوهُ ، قال حاتِمُ الرقَّاشي : كَانَ أسْعَدُ الْحِمْيَرِيُّ مِنَ التَّتَابعَةِ ، آمَنَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أنْ يُبْعَثَ بسَبْعِمِائَةِ سَنَةٍ ، وَقَالَ : @ شَهِدْتُ عَلَى أحْمَدَ أنَّهُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ بَاري النَّسَمْ فَلَوْ مَدَّ عُمْرِي إلَى عُمْرِهِ لَكُنْتُ وَزيراً لَهُ وَابْنُ عَمْ @@ قال قتادةُ : ( ذمَّ اللهُ قَوْمَ تُبَّعٍ وَلَمْ يَذُمَّهُ ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ ، فَسَارَ بالْجُيُوشِ وَافْتَتَحَ الْبلاَدَ وَقَصَدَ مَكَّةَ لِيَهْدِمَ الْبَيْتَ ، فَقِيلَ لَهُ : إنَّ لِهَذا الْبَيْتِ رَبّاً يَحْمِيهِ ، فَنَدِمَ وَأحْرَمَ وَدَخَلَ مَكَّةَ وَطَافَ بالْبَيْتِ وَكَسَاهُ ، وَهُوَ أوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ ) .