Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 36-37)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قًوْلُهُ تَعَالَى : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } ؛ هذا تخويفٌ لأهلِ مكَّة ؛ أي كم أهلَكنا من قومٍ هُم أشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً ، { فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } ؛ أي سَارُوا وتَقلَّبُوا وطافُوا في البلادِ . وأصلهُ من النَّقَب وهو الطريقُ ؛ وكأنَّهم سلَكُوا كلَّ طريقٍ فلم يجِدُوا مَخْلَصاً عن أمرِ الله . قال الزجَّاجُ : ( لَمْ يَرَوا مَخْلَصاً مِنَ الْمَوْتِ ، كَأَنَّهُمْ ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ مَعَ شِدَّةِ شَوْكَتِهِمْ وَبَطْشِهِمْ ، وَفِي هَذا إنْذارٌ لأَهْلِ مَكَّةَ أنَّهُمْ عَلَى مِثْلِ سَبيلِهِمْ لاَ يَجِدُونَ مَفَرّاً مِنَ الْمَوْتِ ، يَمُوتُونَ فَيَصِيرُونَ إلَى عَذاب اللهِ ) . قرأ الحسنُ : ( فَنَقَبُوا ) بالتخفيف ، وقرأ السُّلَمي على اللفظِ الأمرِ على التهديدِ والوعيد ؛ أي أقبلُوا في البلادِ وأدبرُوا يا أهلَ مكَّة وتصرَّفُوا منها كلَّ مُتَصَرَّفٍ ، وسِيرُوا في الأرضِ فانُظروا ، { هَلْ مِن مَّحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ } ؛ أي إنَّ ما صُنِعَ بهم من هلاكِ القُرى لعِبرَةً وعِظَةً ؛ { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ؛ عقلٌ وحَزْمٌ وبصيرة ، { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ } ؛ أي استمعَ ما يقالُ له على جهة التَّفَهُّمِ ، يقولُ العربُ : ألْقِ سَمْعَكَ ؛ أي اسْتَمِعْ مِنِّي ؛ { وَهُوَ شَهِيدٌ } ؛ أي شاهِدُ القلب حاضرهُ غير غافلٍ ولا سَاهٍ .