Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 3-6)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلٌُهُ تَعَالَى : { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } ؛ يعني السُّفن تجرِي في الماءِ جَرْياً سَهْلاً مع عِظَمِها . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } ؛ يعني الملائكةَ يَقسِمُونَ الأمُورَ بين الخلقِ على ما أُمِرُوا به من الأرزاقِ وغيرِها . أقسمَ اللهُ بهذه الأشياءِ لِمَا فيها من الدَّلالةِ على صَنعَتِهِ وقُدرتهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } ؛ يعني إنَّ الذي تُوعَدون من الثَّواب والعقاب لصَادِقٌ ، { وَإِنَّ ٱلدِّينَ } ؛ أي الجزاءَ ، { لَوَٰقِعٌ } ؛ كائنٌ يومَ القيامةِ . وعن عليٍّ رضي الله عنه أنَّهُ قالَ ذاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَةٍ : ( سَلُونِي فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إلاَّ وَسَأُخْبرُكُمْ بهِ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ مَا الذاريَاتِ ذرْواً ؟ فَقَالَ : الرِّيَاحُ : وَقَالَ : مَا الْحَامِلاَتِ وقْراً ؟ قَالَ : السَّحَابُ . قَالَ : مَا الْجَاريَاتِ يُسْراً ؟ قَالَ : السُّفُنُ . قَالَ : مَا الْمُقَسِّمَاتِ أمْراً ؟ قَالَ : الْمَلاَئِكَةُ ) . وعن الأعرجِ قال : بَلَغَنَا أنَّ مَسَاكِنَ الرِّيَاحِ تَحْتَ أجْنِحَةِ الْكُرُوبيِّينَ حَمَلَةِ الْكُرْسِيِّ ، فَتَهِيجُ مِنْ ثَمَّ فَتَقَعُ بعَجَلَةِ الشَّمْسِ ، ثُمَّ تَهِيجُ مِنْ عَجَلَةِ الشَّمْسِ فَتَقَعُ برُؤُوسِ الجِبَالِ ، ثُمَّ تَهِيجُ مِنْ رُؤُوسِ الجِبَالِ فَتَقَعُ فِي البَرِّ ، وأمَّا الشِّمَالُ فإنَّهَا تَمُرُّ بجَنَّةِ عَدْنٍ ، فَتَأْخُذُ مِنْ عَرْفِ طِيبهَا ، فَتَمُرُّ عَلَى أرْوَاحِ الصِّدِّيقِينَ ، ثُمَّ يَكُونُ مَهَبُّهَا مِنْ كُرْسِي بَنَاتِ نَعْشٍ إلَى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، وَتَهُبُّ الدُّبُورُ مِن مَغْرِبِ الشَّمْسِ إلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ ، وَتَهُبُّ الصَّبَا مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إلى مَغْرِبِ بَنَاتِ نَعْشِ ، لاَ تَدْخُلُ هَذِهِ فِي حَدِّ هَذِهِ ، وَلاَ هَذِهِ في حَدِّ هَذِهِ ) .