Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 13-16)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } ؛ أي يُدفَعون إلى نار جهنَّم دَفْعاً على وُجوهِهم يَحُفُّونَهُ ، قال مقاتلُ : ( تُغَلُّ أيْدِيهِمْ إلَى أعْنَاقِهِمْ وَتُجْمَعُ نَوَاصِيهِمْ إلَى أقْدَامِهِمْ ، ثُمَّ يُدْفَعُونَ إلَى نَار جَهَنَّمَ دَفْعاً عَلَى وُجُوهِهِمْ ، حَتَّى إذا دَنَوا مِنْهَا قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا : ذُوقُوا عَذابَ النَّار الَّتِي كُنْتُمْ بهَا تُكَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا ) . وَالدَّعُّ : هو الدفعُ بشِدَّة وعُنفٍ ، تدفَعُهم الملائكةُ فيُلقُونَهم في النار على وجه الاستخفافِ ، ويقولون لَهم : { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } . قرأ أبُو رجاء العطاردي : ( يَوْمَ يُدْعَوْنَ إلَى نَار جَهَنَّمَ دَعَا ) بالتخفيفِ من الدُّعاء . وتقولُ لهم ملائكةُ العذاب : { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } ؛ كما كُنتم تَزعُمون في الدُّنيا وتَنسُبون الأنبياءَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ إلى ذلك ، { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } ؛ أي قد غَطَّى على أبصاركم ، وهذا على وجهِ التَّوبيخِ ، والمعنى : أتُصَدِّقُونَ الآنَ أنَّ عذابَ الله واقعٌ ، ويقالُ لَهم : { ٱصْلَوْهَا } ؛ أي اصْلَوا النارَ ، الْزَمُوها وقَاسُوا شدَّتَها ، { فَٱصْبِرُوۤاْ } ؛ على العذاب ، { أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ } ؛ الصبرُ والجزَعُ ، { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ؛ مِن الكفرِ والتكذيب .