Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 48-49)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } ؛ أي اصبرْ لِحُكمِ ربكَ إلى أن يقعَ بهم العذابُ ، وَقِيْلَ : اصبرْ على تبليغِ الوَحِي والرسالةِ إلى أن يَقضِي لكَ ذلك ربُّكَ فيهم ، { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } ؛ أي فإنَّكَ بحيثُ نراكَ ونحفظُكَ ونرعاكَ ، وإنَّهم لا يَصِلُونَ إلى مكرُوهِكَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } ؛ يعني تقومُ من النَّومِ ، كما رُوي : أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا انْتَبَهَ قَالَ : " الَْحَمْدُ للهِ الَّذِي أحْيَانَا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وَإلَيْهِ النُّشُورُ " . وعن الربيعِ بن أنس : ( أنَّ الْمُرَادَ بهِ الْقِيَامُ فِي الصَّلاَةِ ، وَهُوَ مَا يُقَالُ عِنْدَ تَكْبيرَةِ الافْتِتَاحِ " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلاَ إلَهَ غَيْرُكَ " ) . وَقِيْلَ : المرادُ بهذه الآية صلاةُ الفجرِ عند القيامِ من النَّوم ، ويقالُ : المرادُ منه التسبيحُ عند القيامِ من كلِ مجلسٍ ، كما رُوي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ : " كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ كَلِمَاتٌ جَاءَنِي جِبْرِيلُ بِهِنَّ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ . فَإنْ كَانَ مَجْلِسَ ذِكْرٍ ، كَانَ كَالطَّابعِ عَلَيْهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإنْ كَانَ مَجْلِسَ لَغْوٍ ، كَانَ كَفَّارَةً لِمَا كَانَ قَبْلَهُ " . والأقربُ إلى الظاهرِ من هذه التَّأويلاتِ : أنه صلاةُ الفجرِ ؛ لأنَّ اللهَ تعالى عَقَّبَهُ بقولهِ : { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } ؛ والمرادُ به صلاةُ المغرب والعشاء ، وأما ، { وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } ؛ فرَكعَتان قبلَ فريضةِ الفجرِ ، كما رُوي عن عليٍّ رضي الله عنه أنَّهُ قَالَ : ( إدْبَارُ السُّجُودِ الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِب ، وَإدْبَارُ النُّجُومِ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ ) . وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ : " رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " .