Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 6-9)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } ؛ يعني الموقَدِ الْمَحْمِيِّ ، بمنْزِلة التَّنُّور المسجُور ، كأنه قالَ : والبحرِ المملوءِ بالنَّار الموقَدة ، كما رُوي عن عليٍّ رضي الله عنه أنه قالَ : ( هُوَ بَحْرٌ حَارٌّ يُفْتَحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي جَهَنَّمَ ) ، وعن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ : " لاَ يَرْكَبُ الْبَحْرَ إلاَّ حَاجٌّ أوْ مُعْتَمِرٌ أوْ مُجَاهِدٌ فِي سَبيلِ اللهِ ، فَإنَّ تَحْتَ الْبُحُور نَارٌ " . وقال قتادةُ : ( الْمَسْجُورُ : الْمَمْلُوءُ ) ، وفي الحديثِ : " أنَّ اللهَ تَعَالَى يَجْعَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْبحَارَ كُلَّهَا نَاراً ، فَيَسْجُرُهَا فِي جَهَنَّمَ " وعن ابنِ عبَّاس أنه قالَ : ( الْمَسْجُورُ الْمَحْبُوسُِ ) . وعن عليٍّ رضي الله عنه أنَّهُ قالَ : ( الْبَحْرُ الْمَسْجُورُ بَحْرٌ فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ ، عُمْقُهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابعَةِ إلَى الأَرْضِ السَّابعَةِ وَهُوَ بَحْرٌ غَلِيظٌ ، سُمِّيَ الْحَيوَانُ يُحْيي بهِ اللهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوْمَ الْبَعْثِ تُمْطَرُ أرْبَعِينَ صَبَاحاً فَيَنْبتُونَ بهِ فِي قُبُورهِمْ ) . أقسمَ اللهُ بهذه الأشياءِ لِمَا فيها من الدَّلالة الواضحةِ على وحدَانِيَّة اللهِ تعالى وعِظَم قُدرتهِ على أنَّ تعذيبَ المشركين حقٌّ ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } ؛ أي كائنٌ في الآخرةِ واقعٌ بأهلهِ ، { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } ؛ يدفعهُ عنهم . ثُم بيَّن متى يقعُ بهم ذلك العذابُ فقال : { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } أي تَدُورُ دَوَراناً وتضطربُ وتتحرَّكُ ، والْمَوْرُ في اللغة : الذهابُ والْمَجِيءُ والترَدُّد والدورانُ . قِيْلَ : إنَّها تدورُ كما تدورُ الرَّحَى ، ويَمُوجُ بعضُها في بعضٍ .