Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 11-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } ؛ أي ما كَذبَ فؤادُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فيما رآهُ ببَصَرِهِ من صورةِ جبريل عليه السلام ، ومن عجائب السَّماوات ؛ يَكُ قَبلَ القَلْب ذلك ، وأيقنَ أنَّ ما رآهُ حقٌّ ، كما هو لم يشُكَّ فيه ولا أنكرَهُ ولم يعتقِدْ عن تَخَيُّلٍ ولا أخبَرَ عن توهُّم . وقرأ الحسنُ وأبو جعفر وقتادة وابن عامر : ( مَا كَذَّبَ الْفُؤَادُ ) بالتشديد ؛ أي ما كذَّبَ قلبُ مُحَمَّدٍ ما رأى بعَينهِ تلك الليلةَ ، بل صدَّقَهُ وحقَّقه . وَقِيْلَ : هذا إخبارٌ عن رؤيةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ المعراجِ رَبَّهُ ! قال ابنُ عبَّاس : ( رَأى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ بفُؤَادِهِ وَلَمْ يَرَهُ بعَيْنِهِ ، وَيَكُونُ ذلِكَ عَلَى أنَّ اللهَ جَعَلَ بَصَرَهُ فِي فُؤَادِهِ أوْ خَلَقَ لِفُؤَادِهِ بَصَراً حَتَّى رَأى رَبَّهُ رُؤْيَةً غَيْرَ كَاذِبَةٍ كَمَا يُرَى بالْعَيْنِ ) . وقال عكرمةُ : ( إنَّهُ رَأَى رَبَّهُ بعَيْنِهِ ! ) وكان يحلفُ باللهِ لقد رأى مُحَمَّد ربَّهُ . ومذهبُ ابنِ مسعود وعائشة في هذه الآية : ( أنَّهُ رَأى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا ) . وَالْفُؤَادُ دعاء القلب ، فما ارتيابُ الفؤادِ فيما رأى الأصلُ وهو القلبُ .