Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 38-38)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } ؛ هذا بيانٌ لِمَا في صُحف موسَى وإبراهيمَ الذي وفَّى ، ومعناهُ : لا تَحمِلُ حَامِلَةٌ حملَ أُخرى ؛ أي لا تُعذبُ نفسٌ بذنب غيرها ، هذا إبطالٌ لقولِ مَن ضَمِنَ الوليد أنْ يحملَ عنه الإثمَ ، وهذا عامٌّ في كلِّ شريعةٍ . وعن ابنِ عبَّاس رضي الله عنه أنه قالَ : ( كَانُوا قَبْلَ إبْرَاهِيمَ يَأْخُذُونَ الرَّجُلَ بذنْب غَيْرِهِ ، وَيَأْخُذُونَ الَوَلِيَّ فِي الْقَتْلِ بابْنِهِ وَأخِيهِ وَأبيهِ وَعَمِّهِ وَخَالِهِ ، وَالزَّوْجَ يُقْتَلُ بامْرَأتِهِ ، وَالسَّيِّدُ بعَبْدِهِ ، فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم نَهَاهُمْ عَنْ ذلِكَ وَبَلَّغَهُمْ أنْ لاَ تَزِرَ وَازرَةٌ وزْرَ أُخْرَى ) . يقال : وَزَرْتُ الشَّيْء آزُرُهُ إذا حَمَلْتَهُ ، والأَوْزَارُ : الأحمالُ ، ويسمَّى الإثمُ وزْراً ؛ لأن الإثمَ يُثقِلُ صاحبَهُ ، كما قال تعالى : { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } [ الانشراح : 2 - 3 ] . ويسمَّى الوزيرُ وزيراً ليَحمِلَ ثقلَ الملكِ في قيامهِ بالتدبُّر .