Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 29-32)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } ؛ أي نادَوا قُدَارَ بنَ سَالِفٍ عَاقِرَ الناقةِ ، { فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } وذلكَ أنَّهم لَمَّا مكَثُوا قسمةَ الماء زَماناً ، ثم ضاقَ عليهم الأمرُ على مواشِيهم بسبب الناقة ، غلبَ عليهم الشَّقاءُ ، وتوَاطَأَ طائفةٌ منهم على قَتلِها ، فنادَوا صاحبَهم الذي كَمَنَ لهما . وذلك أنه رمَاها رجُلٌ منهم يقالُ له : مصدع بن دَهْرٍ بسَهمٍ فضَرَبَها على سَاقِها ، فنادَوا قُدَارَ بن سالف ، وقالوا له : دونَكَ الناقةُ قد مرَّتْ بكَ فاضرِبْها ، فتعاطَى قُدارُ عقرَ الناقةِ ، فعقَرَها بأنْ ضربَ ساقَها الأُخرى فسَقطَتْ على جَنبها ، وقطَّعُوا لَحمَها وقسَموهُ ، فعاقبَهم اللهُ بصيحةٍ فأَهلَكَهم وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } ؛ قال عطاءُ : ( يُرِيدُ صَيْحَةَ جِبْرِيلَ عليه السلام أسْمَعَهُمُ الله إيَّاهَا فَهَلَكُواْ ، وَصَارُواْ كَالْوَرَقِ الْمُتَهَشِّمِ الَّذِي يَجْمَعُهُ صَاحِبُ الْحَضِيرَةِ إذا يَبسَ غَايَةَ الْيُبْسِ ، وَتَحَطَّمَ غَايَةَ الانْحِطَامِ ) . قال ابنُ عبَّاس : ( هُوَ رَجُلٌ يَجْعَلُ الْغَنَمَةَ حَظِيرَةً بالشَّجَرِ وَالشَّوْكِ لِيَحْرُسَهَا مِنَ السِّبَاعِ ، فَمَا سَقَطَ مِنْ وَرَقِ ذلِكَ الشَّجَرِ وَيَبسَ ، وَدَاسَتْهُ الْغَنَمُ وَتَحَطَّمَ وهَوَ الْهَشِيمُ ) . وقال ابنُ زيدٍ : ( الْهَشِيمُ هُوَ الشَّجَرُ الْبَالِي الَّذِي تَهَشَّمَ حَتَّى ذرَّتْهُ الرِّيحُ ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ شَيْءٍ كَانَ رَطِباً فَيَبسَ فَهُوَ هَشِيمٌ ) { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } .