Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 3-3)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قولهُ تعالى : { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } ؛ أي كذبُوا الرُّسُلَ وثَبَتوا على التكذيب وعَمِلُوا بهَوَى أنفُسِهم في عبادةِ الأصنام ، { وَكُلُّ أَمْرٍ } ؛ بما أخبرَ اللهُ به من الأمُور الماضيةِ والمنتظَرَةِ ، { مُّسْتَقِرٌّ } ؛ أي ثابتٌ لا تلحقهُ الزيادةُ والنقصان والتغيير والتبديلُ . وسببُ نزولِ هذه الآياتِ ، هو ما رُوي : " أنَّ أهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آيَةً وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حِينَ قَالَ أبُو جَهْلٍ : وَاللآتِ وَالْعُزَّى ! لَئِنْ أتَيْتَ آيَةً كَمَا أتَتْ بهِ الرُّسُلُ قَبْلَكَ لَنُوْمِنَنَّ لَكَ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " وَمَاذا عَلَيْكَ لَوْ حَلَفْتَ باللهِ الْعَظِيمِ ؟ " فَقَالَ : وَرَب هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَئِنْ أتَيْتَ بآيَةٍ كَمَا أتَتْ بهِ الرُّسُلُ قَبْلَكَ لآمَنَّا بكَ " . وقال ابنُ عبَّاس رضي الله عنه : " اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُواْ : إنْ كُنْتَ صَادِقاً فَشُقَّ لَنَا الْقَمَرَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " إنْ فَعَلْتُ تُؤْمِنُونَ ؟ " قَالُواْ : نَعَمْ ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ أنْ يُعْطِيَهُ مَا قَالُواْ ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " يَا فُلاَنُ ؛ وَيَا فُلاَنُ ؛ وَيَا فُلاَنٌ : إشْهَدُوا " " . وعن ابن مسعودٍ قالَ : " أشَارَ إلَى الْقَمَرِ فَانْفَلَقَ فِلْقَتَيْنِ ، فَكَانَتْ إحْدَاهُمَا فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَالأُخْرَى أسْفَلَ مِنَ الْجَبَلِ حَتَّى رَأى الْجَبَلَ بَيْنَ فِلْقَتَي الْقَمَرِ ، وَقَالَ : " اشْهَدُوا " فَقَالَ أبُو جَهْلٍ : إنَّ مُحَمَّداً سَحَرَ الْقَمَرَ ! ثُمَّ قَالَ أبُو جَهْلٍ لأَصْحَابهِ : ابْعَثُوا بالرُّسُلِ إلَى الْبلاَدِ فَإنْ عَايَنُواْ مِنْ ذلِكَ مَا عَايَنَّا فَهُوَ آيَةٌ ، وَإلاَّ فَهُوَ سِحْرٌ . فَبَعَثُواْ الرُّسُلَ إلَى جَمِيعِ الْبلاَدِ ، فَإذا النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ بانْشِقَاقِ الْقَمَرِ ، فَلَمَّا رَجَعُواْ إلَيْهِمْ وَأخْبَرُوهُمْ بهِ قَالُوا : إنَّ هَذا سَاحِرٌ دَاهِي ! "