Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 7-7)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ } ؛ نُصِبَ على الحالِ مِن يخرجُون ، وذلك دليلٌ على تقدُّم الحالِ على الفعلِ المتصَرِّف ، وكذلك يقالُ : رَاكباً جاءَ زيدٌ كما يقالُ جاء زيد راكباً ، وتقديرهُ : ويُخرَجُون من الأجداثِ خُشَّعاً أبصارُهم . قرأ أبو عمرٍو ويعقوب وحمزةُ والكسائي وخلف : ( خَاشِعاً ) بالألفِ ، وقرأ الباقون : ( خُشَّعاً ) على الجمعِ . قال الفرَّاءُ : ( يَجُوزُ فِي أسْمَاءِ الْفَاعِلِينَ إذا تَقَدَّمَتْ عَلَى الْجَمَاعَةِ التَّوْحِيدُ وَالْجَمْعُ وَالتَّأْنِيثُ ، يُقَالُ : مَرَرْتُ بشَبَابٍ حَسَنٍ أوْجُهُهُمْ ، وَحِسَانٍ أوْجُهُهُمْ ، وحَسَنَةٍ أوْجُهُهُمْ ) . وفي قراءةِ عبدِالله : ( خَاشِعَةً أبْصَارُهُمْ ) أي ذليلةً خاضعةً عند رُؤية العذاب . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } ؛ أي يَخرُجون عندَ النَّفخةِ من القُبور فَزِعِينَ لا يَهتَدُون إلى شيءٍ ، يحولُ بعضُهم إلى بعضٍ مثلَ الجرادِ المنتشرِ . والمعنى : أنَّهم يخرُجون فَزِعين لا جهةَ لأحدٍ منهم فيقصِدُها ، والجرادُ لا جهةَ له تكون أبداً مختلفةٌ بعضها فوقَ بعضٍ .