Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 22-23)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } ؛ فيه بيانُ نِعَمِ البحرِ ، واللُّؤلؤ معروفٌ وهو الكبارُ من جنسِ اللُّؤلؤ ، والْمَرْجَانُ : صِغَارُهُ ، وإنما يخرُجان من الملحِ دونَ العذب ، كاللُّقاحِ للملحِ ، إلاّ أنه قالَ { يَخْرُجُ مِنْهُمَا } لأن ذلك لا يوجَدُ إلاَّ بحيث يكون العذبُ والملحُ جميعاً . وَقِيْلَ : المرجَانُ : ضربٌ من الجوهرِ كالقُضْبَانِ يخرجُ من البحرِ . وقال ابنُ عبَّاس : ( يَخْلِقُ اللهُ اللُّؤلُؤَ وَالْمَرْجَانَ مِنْ قَطْرِ الْمَطَرِ ، وذلك أنَّ السماءَ إذا أمطَرَتْ فتحتِ الأصدافُ أفوَاهها على وجهِ الماء في البحرِ الملح ، فما وقعَ من المطرِ في أفواهِها نزلَ إلى صدرها فانعقدَ لُؤلؤاً ) . وقال السديُّ : ( الْمَرْجَانُ الْخَرَزُ الأَحْمَرُ ) . وعن ابنِ مسعودٍ : ( أنَّ الْمَرْجَانَ حَجَرٌ ) . وذكرَ إنْ كانت في جوفهِ صدفةٌ ، فأصابت قطرةٌ بعضَ النواةِ ولم تُصِبْ بعضَها ، فكان حيث أصابَ القطرةَ من النواةِ لؤلؤةٌ وَسَائِرُهُ نَواةٌ . وسائرُ القرَّاء على أنَّ ( يُخْرِجُ ) بضمِّ الياء وفتحِ الراء ، وهو اختيارُ أبي عُبيدة وأبي حاتم ؛ لأنه يُخرَجُ ولا يخرَجُ بنفسهِ . وقرأ ( يَخْرُجُ ) بفتحِ الياء وضمِّ الراء ؛ لأنه إذا أُخرِجَ خرجَ . فإن قِيْلَ : كيف قال ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا ) وإنما يخرجُ من أحدِهما وهو الملحُ ؟ قِيْلَ : هذا جائزٌ في كلامِ العرب أن يذكر شَيئان ثم يخصُّ أحدَهما وهو يفعلُ دون الآخرِ كقوله تعالى { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } [ الأنعام : 130 ] والرُّسل من الإنسِ دون الجنِّ . قال الكلبيُّ : ( وَكَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } [ نوح : 16 ] وَإنَّمَا هُوَ فِي وَاحِدَةٍ مِنْهَا ) . وَقِيلَ : يخرجُ من ماءِ السَّماء ماءٌ وماء البحر . و { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .