Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 33-34)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ } ؛ في هذا بيانُ ضَعفِ الخلائقِ عن دفعِ ما ينْزِلُ بهم من قضاءِ الله وعذابهِ ، يقولُ : إنْ قَدَرْتُم على الخروجِ من نواحِي السَّماوات والأرضِ فَاخرُجوا هَرباً مما ينْزِلُ بكم في الدُّنيا ، لا تقدِرُون أن تخرجُوا إلاّ بسُلطان يعطيكم اللهُ من قوَّةٍ وحُجةٍ ، فحيث ما كُنتم شاهَدتُم بسُلطان اللهِ تعالى ، وذلك يدلُّكم على وحدانيَّة اللهِ . وَقِيْلَ : معناهُ : إن استطعتُم أن تَهربُوا من الموتِ بالخروجِ من أقطار السماوات والأرض فاهربُوا واخرجوا . والمعنى : أنَّكم حيث ما كنتم أدرَكَكم الموتُ ، ولن تستطِيعُوا أن تَهربوا منه . وقوله تعالى : { لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ } ؛ أي لا تنفُذون إلاَّ بمُلكي ، أي حيث ما كنتم وحيث ما توجَّهتم فثَمَّ مُلكِي وقُدرَتِي . وأقطارُ السماوات والأرضِ : أطرَافُهما ونواحيهما . وَقِيْلَ في معنى هذه الآيةِ : يأمرُ الله تعالى الملائكةَ يومَ القيامةِ أن تَحُفَّ بأقطار السماوات والأرضِ ، ثم يقالُ للجنِّ والإنس : إنِ استطعتُم أن تَنفذُوا من أقطار السَّماوات والأرضِ هَرباً من الحساب والعقاب فاهرُبوا . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .